لا جرم لآتينك، لا جرم قد أحسنت. وكذلك فسرها المفسرون بمعنى الحق. وأصلها من جرمت [ ص: 9 ] أي كسبت الذنب وجرمته. وليس قول من قال إن جرمت كقولك: حققت أو حققت بشيء وإنما لبس على قائله قول الشاعر:
ولقد طعنت أبا عيينة طعنة جرمت فزارة بعدها أن تغضبا
فرفعوا (فزارة) قالوا: نجعل الفعل لفزارة كأنه بمنزلة حق لها أو حق لها أن تغضب وفزارة منصوبة في قول أي جرمتهم الطعنة أن يغضبوا. الفراء
ولكثرتها في الكلام حذفت منها الميم فبنو فزارة يقولون: لا جر أنك قائم. وتوصل من أولها بذا، أنشدني بعض بني كلاب:
إن كلابا والدي لاذا جرم لأهدرن اليوم هدرا صادقا
هدر المعنى ذي الشقاشيق اللهم
وموضع أن مرفوع كقوله:
أحقا عباد الله جرأة محلق علي وقد أعييت عاد وتبعا