الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا  

                                                                                                                                                                                                                                      هو من الإرعاء والمراعاة، (وفي) قراءة عبد الله "لا تقولوا راعونا" وذلك أنها كلمة باليهودية شتم، فلما سمعت اليهود أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يقولون: يا نبي الله راعنا، اغتنموها فقالوا: قد كنا نسبه في أنفسنا فنحن الآن قد أمكننا أن نظهر له السب، فجعلوا يقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم: راعنا، ويضحك بعضهم إلى بعض، ففطن لها رجل من الأنصار، فقال لهم: والله لا يتكلم بها رجل [ ص: 70 ] إلا ضربت عنقه، فأنزل الله لا تقولوا راعنا ينهى المسلمين عنها إذ كانت سبا عند اليهود. وقد قرأها الحسن البصري : "لا تقولوا راعنا" بالتنوين، يقول: لا تقولوا حمقا، وينصب بالقول كما تقول: قالوا خيرا وقالوا شرا.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وقولوا انظرنا أي انتظرنا. و (أنظرنا) : أخرنا، (قال الله) : قال أنظرني إلى يوم يبعثون يريد أخرني، وفي سورة الحديد يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم خفيفة الألف على معنى الانتظار. وقرأها حمزة الزيات : "للذين آمنوا أنظرونا" على معنى التأخير.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية