قول الله عز وجل: بما أوحينا إليك هذا القرآن [ ص: 32 ] هذا القرآن منصوب بوقوع الفعل عليه. كأنك قلت: بوحينا إليك هذا القرآن.
ولو خفضت (هذا) و (القرآن) كان صوابا: تجعل (هذا) مكرورا على (ما) تقول: مررت بما عندك متاعك تجعل المتاع مردودا على (ما) ومثله في النحل: ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب و (الكذب) على ذلك.
وقوله: يا أبت لا تقف عليها بالهاء وأنت خافض لها في الوصل ؛ لأن تلك الخفضة تدل على الإضافة إلى المتكلم. ولو قرأ قارئ (يا أبت) لجاز (وكان الوقف على الهاء جائزا.
ولم يقرأ به أحد نعلمه. ولو قيل: يا أبت لجاز) الوقوف عليها (بالهاء) من جهة، ولم يجز من أخرى. فأما جواز الوقوف على الهاء فأن تجعل الفتحة فيها من النداء ولا تنوي أن تصلها بألف الندبة فكأنه كقول الشاعر :
كليني لهم يا أميمة ناصب
وأما الوجه الذي لا يجوز الوقف على الهاء فأن تنوي: يا أبتاه ثم تحذف الهاء والألف لأنها في النية متصلة بالألف كاتصالها في الخفض بالياء من المتكلم.