الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله: وألقوه في غيابت الجب  واحدة وقد قرأ أهل الحجاز (غيابات) على الجمع يلتقطه بعض السيارة قرأه العامة بالياء لأن (بعض) ذكر وإن أضيف إلى تأنيث. وقد قرأ الحسن- فيما ذكر عنه- ب: ذكروا (تلتقطه) بالتاء وذلك أنه ذهب إلى السيارة ، والعرب إذا أضافت المذكر إلى المؤنث وهو فعل له أو هو بعض له قالوا فيه بالتأنيث والتذكير. وأنشدونا:

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 37 ]

                                                                                                                                                                                                                                      على قبضة موجوءة ظهر كفه فلا المرء مستحي ولا هو طاعم



                                                                                                                                                                                                                                      ذهب إلى الكف وألغى الظهر لأن الكف يجزئ من الظهر فكأنه قال: موجوءة كفه وأنشدني العكلي أبو ثروان:


                                                                                                                                                                                                                                      أرى مر السنين أخذن مني     كما أخذ السرار من الهلال



                                                                                                                                                                                                                                      وقال ابن مقبل:


                                                                                                                                                                                                                                      قد صرح السير عن كتمان وابتذلت     وقع المحاجن بالمهرية الذقن



                                                                                                                                                                                                                                      أراد: وابتذلت المحاجن وألغى الوقع. وأنشدني الكسائي:


                                                                                                                                                                                                                                      إذا مات منهم سيد قام سيد     فدانت له أهل القرى والكنائس



                                                                                                                                                                                                                                      ومنه قول الأعشى:


                                                                                                                                                                                                                                      وتشرق بالقول الذي قد أذعته     كما شرقت صدر القناة من الدم



                                                                                                                                                                                                                                      وأنشدني يونس البصري:


                                                                                                                                                                                                                                      لما أتى خبر الزبير تهدمت     سور المدينة والجبال الخشع



                                                                                                                                                                                                                                      وإنما جاز هذا كله لأن الثاني يكفي من الأول ألا ترى أنه لو قال: تلتقطه السيارة لجاز وكفى من (بعض) ولا يجوز أن يقول: قد ضربتني غلام جاريتك لأنك لو ألقيت الغلام لم تدل الجارية على معناه [ ص: 38 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية