الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قالوا: تالله تفتأ  معناه لا تزال تذكر يوسف و (لا) قد تضمر مع الأيمان لأنها إذا كانت خبرا لا يضمر فيها (لا) لم تكن إلا بلام ألا ترى أنك تقول: والله لآتينك، ولا يجوز أن تقول: والله آتيك إلا أن تكون تريد (لا) فلما تبين موضعها وقد فارقت الخبر أضمرت، قال امرؤ القيس:


                                                                                                                                                                                                                                      فقلت يمين الله أبرح قاعدا ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي



                                                                                                                                                                                                                                      وأنشدني بعضهم:


                                                                                                                                                                                                                                      فلا وأبي دهماء زالت عزيزة     على قومها ما فتل الزند قادح



                                                                                                                                                                                                                                      يريد: لا زالت. وقوله: حتى تكون حرضا ] يقال: رجل حرض وامرأة حرض وقوم حرض، يكون موحدا على كل حال: الذكر والأنثى، والجميع فيه سواء، ومن العرب من يقول للذكر: حارض، وللأنثى حارضة، فيثنى هاهنا ويجمع لأنه قد خرج على صورة فاعل ، وفاعل يجمع. والحارض: الفاسد في جسمه أو عقله. ويقال للرجل: إنه لحارض أي أحمق.

                                                                                                                                                                                                                                      والفاسد في عقله أيضا. وأما حرض فترك جمعه لأنه مصدر بمنزلة دنف وضنى . والعرب تقول:

                                                                                                                                                                                                                                      قوم دنف، وضنى وعدل، ورضا، وزور، وعود، وضيف. ولو ثني وجمع لكان صوابا كما قالوا: ضيف وأضياف. وقال عز وجل أنؤمن لبشرين مثلنا وقال في موضع آخر:

                                                                                                                                                                                                                                      ما أنتم إلا بشر والعرب إلى التثنية أسرع منهم إلى جمعه لأن الواحد قد يكون في معنى [ ص: 55 ] الجمع ولا يكون في معنى اثنين ، ألا ترى أنك تقول: كم عندك من درهم ومن دراهم، ولا يجوز:

                                                                                                                                                                                                                                      كم عندك من درهمين. فلذلك كثرت التثنية ولم يجمع.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية