الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              مسائل استقبال القبلة ، ومواضع الصلاة

                                                              مسألة: إذا تحرى في القبلة فأخطأ فلا إعادة عليه  ، وقال الشافعي: يعيد.

                                                              لنا حديثان:

                                                              الحديث الأول:

                                                              391 - أخبرنا عبد الملك بن أبي القاسم ، أنبأنا الأزدي ، والغورجي ، قالا: أنبأنا ابن الجراح ، حدثنا المحبوبي ، قال: حدثنا الترمذي ، قال: حدثنا محمود بن غيلان ، حدثنا وكيع ، حدثنا أشعث بن سعيد السمان ، عن عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه قال: "كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم- في سفر في ليلة مظلمة فلم ندر أين القبلة فصلى كل رجل منا على حياله فلما أصحبنا ذكرنا ذلك ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم- فنزل فأينما تولوا فثم وجه الله قال الترمذي : هذا حديث حسن ليس إسناده بذاك ، لا نعرفه إلا من حديث أشعث السمان. وأشعث يضعف في الحديث. قلت: كان هشيم يقول: أشعث السمان يكذب ، وقال أحمد بن حنبل : حديثه مضطرب ليس بذاك ، وقال يحيى ، والنسائي وأبو زرعة: ضعيف وفي لفظ عن يحيى: ليس بشيء ، وقال الفلاس ، والدارقطني: متروك ، وقال أبو حاتم بن حبان: يروي عن الأئمة الأحاديث الموضوعات خصوصا عن هشام بن عروة ، وقال العقيلي لا يروى متن هذا الحديث من وجه يثبت. وأما عاصم بن عبيد الله فقال يحيى بن معين ضعيف لا يحتج بحديثه ، وقال ابن حبان : كان سيء الحفظ ، كثير الوهم ، فاحش الخطإ فترك [ ص: 317 ] .

                                                              الحديث الثاني:

                                                              392 - أخبرنا ابن عبد الخالق ، أنبأنا عبد الرحمن بن أحمد ، أنبأنا محمد بن عبد الملك ، قال: حدثنا الدارقطني ، قال: قرئ على عبد الله بن عبد العزيز وأنا أسمع حدثكم داود بن عمرو ، حدثنا محمد بن يزيد الواسطي ، عن محمد بن سالم ، عن عطاء عن جابر ، قال: "كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم- في مسير فأصابنا غيم فتحيرنا فاختلفنا في القبلة فصلى كل رجل منا على حدة ، وجعل أحدنا يخط بين يديه لنعلم أمكنتنا فذكرنا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم- فلم يأمرنا بالإعادة وقال: قد أجزأت صلاتكم" قال الدارقطني : كذا قال عن محمد بن سالم وقال غيره عن محمد بن عبيد الله العرزمي ، عن عطاء وهما ضعيفان. قلت: أما محمد بن سالم فكان ابن المبارك إذا مر بحديثه يقول: اضربوا عليه. وقال أحمد: هو شبه المتروك ، وقال يحيى القطان: ليس بشيء ، وقال النسائي: متروك الحديث لا يساوي شيئا. وأما العرزمي ، فقال أحمد: ترك الناس حديثه ، وقال يحيى: لا يكتب حديثه. قلت: على أنه قد حدث عن شعبة ، وسفيان .

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية