الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              مسألة: البسملة ليست آية من كل سورة وهل هي آية من الفاتحة؟  على روايتين. وقال الشافعي: هي من الفاتحة ومن بقية السور على قولين.

                                                              لنا ثلاثة أحاديث.

                                                              الحديث الأول:

                                                              حديث أنس "أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر ، وعمر كانوا يفتتحون القراءة بالحمد وقد سبق إسناده.

                                                              الحديث الثاني:

                                                              448 - أخبرنا به هبة الله بن محمد ، قال: أنبأنا الحسن بن علي ، أنبأنا أحمد بن جعفر ، حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال: حدثنا أبي حدثنا إسحاق ، أنبأنا مالك ، عن العلاء بن عبد الرحمن أنه سمع أبا السائب مولى هشام بن زهرة يقول سمعت [ ص: 346 ] أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال الله: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول العبد: الحمد لله رب العالمين يقول الله حمدني عبدي" الحديث انفرد بإخراجه مسلم .

                                                              الحديث الثالث:

                                                              449 - أخبرنا هبة الله بن محمد ، أنبأنا أبو علي التميمي ، أنبأنا أبو بكر بن جعفر ، حدثنا عبد الله بن أحمد ، حدثنا أبي حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن قتادة ، عن عباس الجشمي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي تبارك الذي بيده الملك ، ولا يختلف العادون أنها ثلاثون آية من غير البسملة أما حجتهم فقد روى لهم الدارقطني ، والخطيب أحاديث تلخيصها في ستة.

                                                              الأول:

                                                              450 - عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "إذا قرأتم الحمد فاقرؤوا باسم الله الرحمن الرحيم إنها أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني وبسم الله الرحمن الرحيم إحدى آياتها" . وفي اللفظ عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "أنه كان يقول: "الحمد لله رب العالمين سبع آيات إحداهن بسم الله الرحمن الرحيم" . وفي اللفظ عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "بسم الله الرحمن الرحيم هي أم القرآن وهي أم الكتاب وهي السبع المثاني" .

                                                              الحديث الثاني:

                                                              451 - عن أبي هريرة أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله تعالى: إني قسمت الصلاة [ ص: 347 ] بيني وبين عبدي يقول عبدي إذا افتتح الصلاة بسم الله الرحمن الرحيم فيذكرني عبدي ثم يقول الحمد لله رب العالمين فأقول حمدني عبد" .

                                                              الحديث الثالث:

                                                              452 - من رواية طلحة بن عبيد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "من ترك بسم الله الرحمن الرحيم فقد ترك آية من كتاب الله ، قال: وقد عد فيما عد علي من أم الكتاب بسم الله الرحمن الرحيم" .

                                                              الحديث الرابع:

                                                              453 - عن ابن عباس ، قال "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح الصلاة بسم الله الرحمن الرحيم ويقول: من تركها فقد ترك آية من كتاب الله تعالى من أفضلها" وقد روى ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم "أنه كان إذا افتتح الصلاة يبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم" .

                                                              الحديث الخامس:

                                                              454 - عن بريدة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا أخرج من المسجد حتى أخبرك آية أو سورة لم تنزل على نبي بعد سليمان غيري فمشى وتبعته حتى انتهى إلى باب المسجد فأخرج رجله وبقيت الأخرى فقلت أنسيت فأقبل علي بوجهه فقال: بأي شيء تفتتح القرآن إذا افتتحت الصلاة؟ قلت: ببسم الله الرحمن الرحيم قال: هي هي ثم خرج" هكذا رواه الدارقطني وفي رواية الخطيب "أنزل علي الليلة آية لم تنزل على نبي غير سليمان وغيري وهي بسم الله الرحمن الرحيم" .

                                                              الحديث السادس:

                                                              455 - عن أم سلمة قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين يقطعها آية آية وعد بسم الله الرحمن الرحيم آية" .

                                                              والجواب: أما الحديث الأول: فيرويه أبو بكر الحنفي ، عن عبد الحميد بن جعفر ، عن نوح بن أبي بلال وكان يحيى بن سعيد ، والثوري يضعفان عبد الحميد ، قال أبو بكر الحنفي لقيت نوحا فحدثني به موقوفا على أبي هريرة . وأما اللفظ الثاني: فعبد الحميد يرويه أيضا والمراد باللفظ الثالث تعريف الفاتحة بما لا تنفك عنه في الغالب وهو البسملة [ ص: 348 ] .

                                                              وأما الحديث الثاني: فتفرد به عبد الله بن زياد بن سمعان ، عن العلاء وقد أجمعوا على ترك حديثه ، وقال مالك: كان كذابا ، قال الدارقطني : قد روى هذا الحديث جماعة من الثقات عن العلاء: منهم مالك ، وابن جريج ، وابن عيينة وغيرهم ولم يذكر أحد منهم بسم الله الرحمن الرحيم هكذا ، قال الدارقطني عقيب روايته للحديث: فأما الخطيب فإنه احتج به ولم يقل شيئا وظن أن الأمر يخفى فيه.

                                                              وأما الحديث الثالث: فيرويه سليمان بن مسلم المكي ، قال يحيى بن معين: ليس بثقة.

                                                              وأما الرابع: فلفظه الأول يرويه حماد بن أبي سليمان وقد كذبه مغيرة ولفظه الثاني يرويه بحر السقاء ، وقال يحيى: ليس بشيء لا يكتب حديثه. وأما لفظ ابن عمر فيرويه عبد الرحمن بن عبد الله العمري عن أبيه قال أحمد: سمعت منه وتركت حديثه وكان كذابا ، وقال يحيى: هو وأبوه ضعيفان على أنه لا حجة في الحديث لأن البداية بها لا تدل على أنها منها.

                                                              وأما الخامس: فلفظه الأول يرويه سلمة بن صالح الأحمر ، عن يزيد أبي خالد ، عن عبد الكريم أبي أمية فأما سلمة ، وعبد الكريم فقال أحمد ، ويحيى: ليسا بشيء ، وقال النسائي: يزيد متروك الحديث ، وأما لفظ حديث الخطيب فيرويه حفص بن سليمان ، قال يحيى: ليس بثقة ، وقال أحمد: هو متروك الحديث.

                                                              وأما السادس فيرويه عمر بن هارون البلخي ، عن ابن جريج ، وقال يحيى: ليس بشيء .

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية