الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              مسألة: تجب القراءة في كل ركعة   . وقال أبو حنيفة: لا تجب إلا في ركعتين.

                                                              لنا ثلاثة أحاديث [ ص: 371 ] .

                                                              الحديث الأول:

                                                              490 - "أن النبي صلى الله عليه وسلم علم الأعرابي الصلاة فأمره بالقراءة ثم قال: افعل ذلك في صلاتك كلها" وسيأتي بإسناده من حديث أبي هريرة وهو في الصحيحين ويأتي أيضا من حديث رفاعة الزرقي .

                                                              الحديث الثاني:

                                                              491 - أخبرنا هبة الله بن محمد ، قال: أنبأنا أبو علي بن المذهب ، أنبأنا أحمد بن جعفر ، حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال: حدثنا أبي ، حدثنا يونس ، قال: حدثنا أبان ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي فيقرأ في الظهر والعصر في الركعتين الأوليين بفاتحة الكتاب وسورتين وفي الركعتين الأخريين بأم الكتاب وكان يطيل أول ركعة من صلاة الفجر وأول ركعة من صلاة الظهر" أخرجاه في الصحيحين.

                                                              الحديث الثالث:

                                                              492 - وبالإسناد: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن ، عن معاوية بن صالح ، عن أبي الزاهرية كثير بن مرة ، عن أبي الدرداء "أن رجلا قال: يا رسول الله أفي كل صلاة قراءة؟ فقال: نعم. فقال رجل من الأنصار: وجبت هذه" [ ص: 372 ] .

                                                              وقد روى أصحابنا من حديث عبادة ، وأبي سعيد ، قالا: "أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقرأ بالفاتحة في كل ركعة" ورووا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "لا صلاة لمن لم يقرأ في كل ركعة" وما عرفت هذين.

                                                              احتج الخصم بثلاثة أحاديث. أحدها: أن الأشعريين قالوا: لأبي مالك الأشعري: صل بنا صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ في الأوليين ولم يقرأ في الأخريين.

                                                              والثاني: عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "القراءة في الأوليين قراءة في الأخريين" .

                                                              والثالث: رواه محمد بن مهاجر ، قال: حدثنا وهب بن جرير عن أبيه عن أبي يزيد المديني ، عن عكرمة عن ابن عباس ، قال: "ليس في الظهر والعصر قراءة" .

                                                              وهذه الأحاديث لا تعرف ، وقد قيل في الأول إنه يرويه شهر بن حوشب ، قال ابن عدي: لا يحتج بحديثه ، ثم لو صح حمل على الجهر في الأوليين أو على ما زاد على الفاتحة ، وقيل في الثاني إنه موقوف على علي غير مرفوع وراويه الحارث الكذاب والثالث: من عمل محمد بن مهاجر ، قال ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقات فيزيد في الأخبار ألفاظا ويسويها على مذهبه.

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية