الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              مسألة : الشهيد لا يصلى عليه  وهو قول الشافعي ، وعنه : يصلى عليه . وهو قول أبي حنيفة ، ومالك لنا حديثان ، الحديث الأول : - 867 - أخبرنا عبد الملك بن أبي القاسم ، قال : أنبأنا أبو عامر الأزدي ، وأبو بكر الغورجي ، قالا : أنبأنا ابن الجراح ، قال : حدثنا ابن محبوب ، حدثنا أبو عيسى ، قال : حدثنا قتيبة ، حدثنا الليث ، عن ابن شهاب ، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك أن جابر بن عبد الله أخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في الثوب الواحد ، ثم يقول : أيهما أكثر أخذا للقرآن ؟ فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد وقال : أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة . وأمر بدفنهم في ثيابهم ، ولم يصل عليهم ، ولم يغسلوا .  انفرد بإخراجه البخاري . الحديث الثاني :

                                                              868 - أخبرنا هبة الله بن محمد ، أنبأنا الحسن بن علي ، أنبأنا أحمد بن جعفر ، حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ، حدثنا صفوان بن عيسى ، قال : حدثنا أسامة بن زيد ، عن الزهري ، عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوم أحد يكفن الرجلين والثلاثة في الثوب الواحد ، ودفنهم ولم يصل عليهم ، احتجوا بما [ ص: 9 ] .

                                                              869 - أخبرنا به ابن عبد الخالق ، قال : أنبأنا عبد الرحمن بن أحمد ، حدثنا محمد بن عبد الملك ، قال : حدثنا علي بن عمر ، قال : حدثنا ابن صاعد ، حدثنا بندار ، حدثنا ابن أبي عدي ، حدثنا شعبة ، عن حصين ، عن أبي مالك ، قال كان يجاء بقتلى أحد تسعة وحمزة عاشرهم فيصلي عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم يدفنون التسعة ويدعون حمزة ، ويجاء بتسعة وحمزة عاشرهم فيصلي عليهم فيرفعون التسعة ، ويدعون حمزة .

                                                              870 - أخبرنا إسماعيل بن أحمد ، ويحيى بن الحسن ، وأحمد بن محمد الطوسي في آخرين قالوا : أخبرنا أحمد بن محمد بن النقور ، قال : حدثنا عيسى بن علي ، أنبأنا البغوي ، قال : حدثنا محمد بن جعفر الوركاني ، حدثنا سعيد بن ميسرة ، عن أنس ، قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى على جنازة كبر عليها أربعا ، وأنه كبر على حمزة سبعين تكبيرة .

                                                              871 - أنبأنا محمد بن ناصر ، أنبأنا أبو منصور محمد بن الحسين المقومي ، أنبأنا القاسم بن أبي المنذر ، أنبأنا علي بن إبراهيم بن سلمة ، حدثنا محمد بن يزيد بن ماجه ، حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن مقسم ، عن ابن عباس ، قال أتي بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد فجعل يصلي على عشرة عشرة وحمزة كما هو يرفعون وهو كما هو موضوع ، ثم قد روي لنا أنه لم يصل على غير حمزة .

                                                              872 - أنبأنا عبد الوهاب الحافظ ، قال : أنبأنا المبارك بن عبد الجبار ، قال : أنبأنا أبو الطيب الطبري ، قال : حدثنا علي بن عمر ، حدثنا عبد الملك بن أحمد الدقاق ، حدثنا يعقوب الدورقي ، قال : حدثنا عثمان بن عمر ، قال : حدثنا أسامة بن زيد ، عن الزهري ، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بحمزة فكفنه بنمرة ولم يصل على أحد من الشهداء غيره فإن قيل : قد قال الدارقطني : لم يقل هذه اللفظة غير عثمان بن عمر وليست محفوظة . قلنا : عثمان مخرج عنه في الصحيحين ، والزيادة من الثقة مقبولة ، وأما حديثهم الأول فإن حصينا ضعيف ، قال يزيد بن هارون : كان قد نسي ، وقال النسائي : تغير . وأما الثاني فقال البخاري : سعيد بن ميسرة عنده مناكير ، وقال ابن عدي : هو مظلم الأمر ، وقال ابن حبان : يروي الموضوعات . وأما الثالث ففيه يزيد بن أبي زياد ، قال ابن المبارك : ارم به ، وقال البخاري : منكر الحديث ذاهب ، وقال النسائي متروك الحديث .

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية