الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              مسألة: التسمية في الوضوء  واجبة ، وعنه أنها سنة كقول أبي حنيفة ، والشافعي ؛ لنا أربعة أحاديث:

                                                              الحديث الأول:

                                                              116 - أخبرنا ابن الحصين ، أنبأنا ابن المذهب ، أنبأنا أحمد بن جعفر ، قال حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال حدثني أبي ، قال حدثنا زيد بن الحباب ، ح وأخبرنا عبد الأول ، قال أنبأنا الداودي ، أنبأنا ابن أعين ، قال حدثنا إبراهيم بن خزيم ، قال حدثنا عبد بن حميد ، قال حدثنا عبد الملك ، ح وأخبرنا ابن عبد الخالق ، قال أنبأنا أبو طاهر بن يوسف ، أنبأنا أبو بكر بن بشران ، قال حدثنا الدارقطني ، حدثنا أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد ، قال حدثنا أحمد بن منصور ، قالوا حدثنا كثير بن زيد ، قال حدثني ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد ، عن أبيه ، عن جده ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا وضوء لمن لا يذكر اسم الله عليه   .

                                                              الحديث الثاني:

                                                              117 - أخبرنا ابن عبد الخالق ، قال أنبأنا عبد الرحمن بن أحمد ، قال أنبأنا ابن بشران ، قال حدثنا الدارقطني ، قال حدثنا أبو محمد بن صاعد ، حدثنا سلمة بن شبيب ، قال حدثنا أبي ، [ ص: 138 ] حدثنا ابن أبي فديك حدثنا عبد الرحمن بن حرملة ، عن أبي ثفال المري ، قال سمعت رباح بن عبد الرحمن بن أبي سفيان بن حويطب يقول: أخبرتني جدتي عن أبيها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا صلاة لمن لا وضوء له ، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه. هذا الصحابي سعيد بن زيد [ ص: 139 ] [ ص: 140 ] .

                                                              طريق آخر:

                                                              118 - أخبرنا ابن الحصين ، قال أنبأنا ابن المذهب ، أنبأنا أحمد بن جعفر ، حدثنا عبد الله بن أحمد ، حدثنا شيبان ، حدثنا يزيد بن عياض ، عن أبي ثفال المري ، قال سمعت رباح بن عبد الرحمن بن حويطب يقول : سمعت جدتي أنها سمعت أباها سعيد بن زيد يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا صلاة لمن لا وضوء له ، ولا وضوء لمن لم يذكر الله تعالى .

                                                              طريق ثالث:

                                                              119 - أخبرنا الكروخي ، قال أنبأنا الأزدي ، والغورجي ، قالا حدثنا الجراحي ، حدثنا المحبوبي ، قال حدثنا الترمذي ، حدثنا نصر بن علي ، وبشر بن معاذ ، قالا حدثنا بشر بن المفضل ، عن عبد الرحمن بن حرملة ، عن أبي ثفال المري ، عن رباح بن عبد الرحمن عن جدته ، عن أبيها ، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه .

                                                              الحديث الثالث:

                                                              120 - أخبرنا ابن الحصين ، أنبأنا ابن المذهب ، أنبأنا أحمد بن جعفر ، حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال حدثني أبي ، قال حدثنا قتيبة ، قال حدثنا محمد بن موسى المخزومي ، عن يعقوب بن [ ص: 141 ] سلمة عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا صلاة لمن لا وضوء له ، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه   .

                                                              طريق آخر:

                                                              121 - أخبرنا ابن عبد الخالق ، أنبأنا أبو طاهر بن يوسف ، أنبأنا ابن بشران ، قال حدثنا الدارقطني ، قال حدثنا يحيى بن صاعد ، قال حدثنا محمود بن محمد الظفري ، حدثنا أيوب بن النجار ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما توضأ من لم يذكر اسم الله عليه ، وما صلى من لم يتوضأ [ ص: 142 ] .

                                                              طريق آخر:

                                                              122 - وبالإسناد حدثنا الدارقطني ، قال حدثنا محمد بن مخلد ، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الزهيري ، قال حدثنا مرداس بن محمد بن عبد الله بن أبي بردة ، قال حدثنا محمد بن أبان ، عن أيوب بن عائذ الطائي ، عن مجاهد ، عن أبي هريرة ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من توضأ وذكر اسم الله تطهر جسده كله ، ومن توضأ ولم يذكر الله عز وجل لم يتطهر إلا موضع الوضوء . وبما قال الخصم فهذا حجتنا؛ لأنه حكم بطهارة الأعضاء مع التسمية قلنا: البدن جميعه محدث بدليل أنه لا يجوز مس المصحف بصدره ، ومع بقاء الحدث في بعض البدن لا تصح الصلاة [ ص: 143 ] .

                                                              الحديث الرابع:

                                                              123 - أخبرنا ابن عبد الخالق ، أنبأنا أبو طاهر ، قال أنبأنا أبو بكر بن بشران ، قال حدثنا الدارقطني ، حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق ، حدثنا محمد بن عبد الله المنادي ، حدثنا حارثة بن محمد عن عمرة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم إلى الوضوء فيسمي الله عز وجل .

                                                              الحديث الخامس:

                                                              124 - مقطوع ، أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك الحافظ ، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن الباقلاوي ، أنبأنا أبو علي بن شاذان ، أنبأنا دعلج ، قال أنبأنا محمد بن علي بن زيد ، حدثنا سعيد بن منصور ، حدثنا عتاب ، حدثنا خصيف ، قال: توضأ رجل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسم ، فقال: أعد وضوءك ، ثم توضأ ولم يسم فقال: أعد وضوءك ، ثلاث مرات ، ثم توضأ وسمى ، فقال: الآن حين أصبت وضوءك .  هذه الأحاديث فيها مقال قريب ، ففي الأول كثير بن زيد ، قال يحيى : ليس بذاك القوي ، وقال أبو زرعة : هو لين ، وقال أحمد والبخاري : أحسن شيء في هذا الباب حديث كثير بن زيد ، وحديث قتيبة جيد وقد قالوا عن ربيح : إنه ليس بالمعروف ، وقال أحمد : من أبو ثفال؟ وقال الترمذي : اسمه شامة بن حصين ، ومن مذهب أحمد تقديم الحديث الضعيف على القياس ، قال أبو بكر الأثرم : سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: ليس في هذا حديث يثبت ، وأحسنها حديث كثير بن زيد ، وضعف حديث ابن حرملة وقال: أنا لا آمره بالإعادة ، وأرجو أن يجزيه الوضوء ؛ لأنه ليس في هذا حديث أحكم به .

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية