الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              مسائل الربا

                                                              مسألة علة الربا مكيل جنس  وعنه أن العلة مطعوم جنس كقول الشافعي ، وعنه رواية ثالثة أن العلة الكيل والطعم إذا اجتمعا ، قال مالك : العلة القوت وما يصلحه . وجه الأولى أربعة أحاديث .

                                                              الحديث الأول :

                                                              1396 - أخبرنا هبة الله بن محمد ، أنبأ الحسن بن علي ، أنبأ أحمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن خالد الحذاء ، عن أبي قلابة ، عن أبي الأشعث الصنعاني ، عن عبادة بن الصامت ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبر بالبر والشعير بالشعير والتمر بالتمر والملح بالملح مثلا بمثل يدا بيد . فإذا اختلفت هذه الأوصاف فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدا بيد . انفرد بإخراجه مسلم ، والحجة أنه اشترط المماثلة ، ولا يتحقق إلا بالكيل .

                                                              الحديث الثاني :

                                                              1397 - وبالإسناد قال أحمد ، وثنا محمد بن فضيل ، ثنا أبي ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الحنطة بالحنطة والشعير بالشعير والتمر بالتمر والملح بالملح كيلا بكيل وزنا بوزن ، فمن زاد وازداد فقد أربى ، إلا ما اختلفت ألوانه . انفرد بإخراجه مسلم .

                                                              الحديث الثالث :

                                                              1398 - أخبرنا ابن عبد الخالق ، أنبأ عبد الرحمن بن أحمد ، ثنا محمد بن عبد الملك ، قال : ثنا الدارقطني ، ثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا عبد الله بن أحمد ، ثنا محمد بن أحمد بن أيوب ، ثنا أبو بكر بن عياش ، عن الربيع بن صبيح ، عن الحسن عن [ ص: 169 ] عبادة ، وأنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما قدر مثلا بمثل إذا كان نوعا واحدا وما كيل فمثل ذلك ، فإذا اختلف النوعان فلا بأس به .

                                                              الحديث الرابع :

                                                              1399 - وبالإسناد قال الدارقطني : وثنا ابن صاعد ، ثنا يحيى بن سليمان ، ثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي ، عن عبد المجيد بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف ، عن سعيد بن المسيب أن أبا سعيد الخدري ، وأبا هريرة حدثاه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سواد ابن غزية وأمره على خيبر فقدم عليه بتمر خيبر يعني الطيب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أكل تمر خيبر هكذا ؟ قال : لا ، والله يا رسول الله إنا نشتري الصاع بالصاعين والصاعين بثلاثة آصع من الجمع . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تفعل ، ولكن بع هذا ، واشتر بثمنه من هذا وكذلك الميزان . يعني ما يدخل في الوزن ، احتجوا بما .

                                                              1400 - أنبأنا به ابن عبد الخالق ، أنبأ أبو طاهر بن يوسف ، أنبأ أبو بكر بن بشران ، ثنا علي بن عمر ، ثنا أبو بكر النيسابوري ، ثنا يونس بن عبد الأعلى ، ثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن أبا النضر حدثه أن أنس بن سعيد حدثه عن معمر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الطعام بالطعام مثلا بمثل . وحجتهم أن الطعام مشتق من الطعم ، فهو يعم المطعوم .

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية