الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              فصل : ونحن نفرق بين القليل والكثير ، ويستدل أصحابنا على ذلك بحديثين:

                                                              أحدهما حديث أبي هريرة ليس في القطرة ولا القطرتين من الدم وضوء  ، وقد سبق [ ص: 192 ] .

                                                              الحديث الثاني:

                                                              205 - أخبرنا ابن عبد الخالق ، أنبأنا عبد الرحمن بن أحمد ، حدثنا أبو بكر بن بشران ، حدثنا الدارقطني ، قال حدثنا محمد بن خلف الخلال ، حدثنا محمد بن هارون بن حميد ، حدثنا أبو الوليد القرشي ، حدثنا الوليد ، ح وأخبرني بقية ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص في دم الحبوب. يعني الدماميل .

                                                              قالوا: قال الدارقطني : هذا باطل عن ابن جريج ، ولعل بقية دلسه عن رجل ضعيف ، والله أعلم قلنا بقية قد أخرج عنه مسلم ، وقد استدل أصحابنا بآثار منها: أن عمر بن الخطاب عصر بثرة في وجهه فخرج منها شيء من دم وقيح ، فمسحه بيده وصلى ، ولم يتوضأ ، وعن عبد الله بن أبي أوفى أنه تنخم دما عبيطا ، وهو يصلي ، وعن جابر أنه سئل عن رجل صلى فامتخط فخرج مع المخاط شيء من دم ، قال: لا بأس ، يتم صلاته .

                                                              قال الخصم : القياس استواء الناقض ، إلا أنا تركناه في القيء لما روي عن علي رضي الله عنه أنه ذكر الأحداث فقال في جملتها: أو دسعة من قيء تملأ الفم ، وعن ابن عباس أنه قال : إذا كان القيء يملأ الفم أوجب الوضوء.  قلنا: هذه الآثار لا تمنع القياس عليها .

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية