تفسير غريب حديث رسول الله:
قال في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: إنهم أبو سليمان كانوا معه في سفر فأصابهم بغيش فنادى مناديه من شاء أن يصلي في رحله فليفعل .
أخبرناه نا ابن الأعرابي الحسن بن علي بن عفان العامري نا عن أبو أسامة عامر بن عبيدة الباهلي نا عن أبو المليح الهذلي أبيه:
قال قوله: بغيش تصغير بغش وهو المطر الخفيف أخف المطر وأضعفه الطل ثم الرذاذ ثم البغش يقال بغشت الأرض إذا نديت بالمطر فهي مبغوشة قال الأصمعي رؤبة:
سيدا كسيد الردهة المبغوش
.قال ويقال أرض مبغوشة من البغش وأرض مرذ عليها من الرذاذ ولا يقال مرذة ولا مرذوذة قال يقال أرض مرذة من الرذاذ ومطلولة من الطل وموبولة من الوابل ومجودة من الجود. الكسائي
ومن هذا الباب أيضا حديثه الآخر أنهم كانوا معه في بعض المغازي [ ص: 73 ] فأصابهم رك أي مطر ضعيف يقال مطر رك وركيك وجمعه ركاك وركائك. قال ذو الرمة:
ترشفن درات الذهاب الركائك
.ومنه قيل للرجل إذا كان ضعيف العقل ركيك.
فأما حديثه الآخر في صلاة المسافر أنه قال: إذا ابتلت النعال فالصلاة في الرحال. فالنعل ما غلظ من الأرض في صلابة قال الشاعر:
قوم إذا اخضرت نعالهم يتناهقون تناهق الحمر
إني إذا ما الأمر كان معلا وأوخفت أيدي الرجال غسلا
وكان ذو الحلم أشد جهلا من الوغول لم تجدني وغلا
ولم أكن دارجة ونعلا
قال المعل الاختلاس وقوله: أوخفت معناه ارتعشت شبه ارتعاش يد الجبان باضطراب يدي موخف الغسل إذا حركه بيده والغسل الخطمي قال والدارجة الخسيس. أبو عمر
وفي الحديث من الفقه أن وفيه أيضا أن المطر الخفيف عذر في التخلف عن صلاة الجماعة. مندوب إليه كما هو في الحضر. الاجتماع للصلاة في السفر