الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث الحسن: "أن عيسى بن عمر قال: أقبلت مجرمزا حتى اقعنبيت بين يديه، فقلت: يا أبا سعيد: ما قول الله: والنخل باسقات لها طلع نضيد  قال: الطبيع في كفراه".

حدثناه أحمد بن عبدوس، أخبرنا محمد بن زكريا الغلابي، أخبرنا العباس بن بكار، أخبرنا عيسى بن عمر.

المجرمز: الذي قد تقبض وتجمع، قال ذو الرمة:

[ ص: 88 ]


تجلو البوارق عن مجرمز لهق كأنه متقبي يلمق عزب



يقال: ضم الرجل جراميزه، إذا استعد للأمر، ومثله: شد حيازيمه.

وقوله: اقعنبيت، سألت عنه أبا عمر فقال: هو أن يقعد قعدة المستوفز.

يقال: اقعنبى الرجل، إذا جعل يديه على الأرض، وقعد مستوفزا.

وقال غيره: إنما يقال في هذا: اقرنبع في جلسته، واقرعب إذا تقبض وتجمع، والطبيع: لب الطلع، ويقال: إنما سمي طبيعا؛ لامتلائه واحتشاء قشره به، ويقال: هذا طبع الإناء أي: ملؤه.

والكفرى: قشر الطلع هاهنا، وهو في قول الأكثرين: الطلع بما فيه.

قال الأصمعي: الكافور: وعاء طلع النخل، قال: ويقال له أيضا: قفور.

قال غيره: هو القيقاءة، فأما القيقاة فأرض فيها حزونة، قال الشاعر:


إذا تمطين على القياقي     لاقين منها أذني عناق



يقال: جاء فلان بالعناق، ولقي أذني عناق أي: الداهية، وأنشدني أبو عمر، أنشدنا أبو العباس ثعلب:

[ ص: 89 ]


أمن ترجيع قارية تركتم     مطاياكم وأبتم بالعناق



وأما النضيد: فهو المجتمع الحب، المضموم بعضه إلى بعض. يقال: نضدت المتاع، إذا ضممت بعضه إلى بعض، وإنما يسمى نضيدا ما لم ينشق، فإذا انشق وتفرق شماريخه، فليس بنضيد.

التالي السابق


الخدمات العلمية