الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث الحسن أنه قال: "ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي، ولكن ما وقر في القلب وصدقته الأعمال".  

حدثناه حمزة بن الحارث الدهقان، نا عباس الدوري، نا حجاج بن محمد، نا أبو عبيدة الناجي، عن الحسن.

التمني: يتصرف على ثلاثة أوجه: أحدها أن يقال: تمنى الرجل بمعنى قدر وأحب، وهو مأخوذ من المنى، وهو القدر، يقال: منى الله لك ما تحب منى أي قدر لك، ومنه قوله: من نطفة إذا تمنى أي تقدر.

والوجه الثاني: أن يكون بمعنى كذب، فوضع حديثا لا أصل له.

وقال أعرابي لابن دأب وهو يحدث، أهذا شيء رويته أم تمنيته؟ يريد افتعلته.

والوجه الثالث: أن يكون تمنى بمعنى تلا وقرأ، ومنه قوله تعالى: إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته ، يريد، والله أعلم، إذا تلا ألقى الشيطان في تلاوته، وإلى هذا يتوجه قول من يريد أن الإيمان ليس بقول تظهره بلسانك فقط، لكنه قول تشيعه المعرفة من قلبك، ويساعده التصديق من فعلك.

التالي السابق


الخدمات العلمية