الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
حديث سليمان بن عبد الملك

وقال أبو سليمان في حديث سليمان: "أنه قال عند موته:


إن بني صبية صيفيون أفلح من كان له ربعيون

 حدثنيه محمد بن الحسين، نا محمود بن الصباح المازني، نا حبش بن موسى، نا المدائني، نا ابن أبي الزناد، عن أبيه: أن سليمان قاله عند موته.

قال الأصمعي: يقال أربع الرجل إرباعا: إذا ولد له في حداثته، وولده ربعيون، وأصاف: إذا ولد له بعد ما كبر، وولده صيفيون.

قال غيره: أصل هذا في نتاج الإبل; وذلك أن أول النتاج إنما يكون في الربيع، ويقال للناقة التي تنتج في ذلك الوقت: المرباع، ولولدها: الربع.

ويقال: لما ينتج في آخر وقت النتاج الهبع، يقال: "ما له ربع ولا [ ص: 170 ] هبع"، وإنما سمي هبعا; لأن الربع أسن منه، فيمشي مع أمهاته ولا يلحقهن الهبع إلا باجتهاد ومشقة، فيستعين بعنقه في المشي.

يقال: هبع الرجل يهبع: إذا مد عنقه، فشبه سليمان أولاده بذلك: يريد أنه ليس له أولاد كبار فيستخلفهم، ثم إنه استخلف عمر بن عبد العزيز، فكان الناس يقولون: فتح بخير وختم بخير، وذلك أنه أحسن بعد الوليد السيرة ورد المظالم، فلما أظله الموت جعل الأمر إلى عمر، فختم أمره بخير [ ص: 171 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية