وقال في حديث أبو سليمان الحجاج أنه قال في خطبة له: "يوشك أن تدال الأرض منا فلنسكنن بطنها، كما علونا ظهرها، ولتأكلن من لحومنا، كما أكلنا من ثمارها، ولتشربن من دمائنا، كما شربنا من مائها، ثم لتوجدن جرزا، ثم ما هو إلا قول الله: ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون .
[ ص: 174 ] أخبرناه ابن شابورة، نا نا علي بن عبد العزيز، عن الحسين بن محمد، أبي عدنان، أخبرني إبراهيم بن داجة، أخبرني زائدة بن قدامة العبدي.
قوله: تدال من الدولة: أي تكون لها الدولة علينا إذا متنا، فتأكل أجسادنا وتبليها، شبهها بالعدو يظفر بالإنسان، فينال منه ترته، ويدرك ثأره.
والجرز: الأرض التي قد جرز ما عليها: أي أكل ورعي، فبقيت صعيدا لا نبات فيها ولا شيء عليها، قال الله تعالى: وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا .
يقال: جرزت الأرض، وجرزها الجراد يجرزها جرزا إذا لحسها.