الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: أن عويرث أو [ ص: 308 ] غويرث بن الحارث المحاربي أراد أن يفتك بالنبي -صلى الله عليه وسلم- فلم يشعر به إلا وهو قائم على رأسه، ومعه السيف قد سله من غمده، فقال: "اللهم أكفنيه بما شئت"، قال: فانكب من وجهه من زلخة زلخها بين كتفيه وندر سيفه   .

يرويه أبو شعيب الحراني، نا أبو عمر المقري، نا محمد بن مروان، عن هشام، عن أبي صالح، عن ابن عباس، وحدثناه محمد بن يحيى الشيباني، نا الصائغ، نا الحزامي، ثنا محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب إلا أنه قال: فدلج بين كتفيه، وهو غلط، والصواب زلخ، قال أبو زيد: يقال: رمى الله فلانا بالزلخة، وهو وجع يأخذ في الظهر لا يتحرك الإنسان من شدته، وأنشد:


كأنما أصاب ظهري زلخة



وأنشد ابن الأعرابي:


داو بها ظهرك من توجاعه     من زلخات فيه وانقطاعه



وروى أبو الهيثم الرازي، عن أم الهيثم الأعرابية أنها اعتلت فزارها أبو عبيدة فقال لها: عم علتك؟ فقالت: شهدت مأدبة فأكلت جبجبة من صفيف [ ص: 309 ] هلعة فاعترتني زلخة، فقال لها: ما تقولين يا أم الهيثم؟ فقالت: سبحان الله أو للناس كلامان؟!.

التالي السابق


الخدمات العلمية