حدثنيه محمد بن الحسين بن عاصم، نا محمود بن محمد الرافقي، حدثني أحمد بن بزيع الخفاف، ثنا سعيد بن مسلمة، حدثني سلام بن سلمة، وكان يقرئ عمومتي في زمان هشام بن عبد الملك.
قوله: "ضاحت بلادنا" إنما هو فاعلت من ضحا المكان إذا برز للشمس، وضحي الرجل يضحى إذا أصابه حر الشمس، قال الله تعالى: وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى والضحيان: البارز للشمس، يريد أن السنة قد أحرقت النبات والشجر؛ فبرزت الأرض للشمس.
[ ص: 337 ]
وقوله: "هامت دوابنا" أي: عطشت. والهيمان: العطشان. والحائمة: هي التي تنتاب أماكن الماء فتحوم عليه أي: تطوف ولا ترد، يريد أنها لا تجد ماء ترده.
وأخبرني ابن الفارسي، حدثني بعض شيوخنا، عن الزبير بن بكار قال: كان عمر بن أبي ربيعة عفيفا يصف، ويقف، ويحوم، ولا يرد، قال الشاعر:
وإن بنا لو تعلمين لغلة إليك كما بالحائمات غليل
والأطفال المحثلة هم الذين انقطع رضاعهم، والحثل: سوء الرضاع.
قال ذو الرمة:
بها الذئب محزونا كأن عواءه عواء فصيل آخر الليل محثل
والحثل أيضا: سوء الحال، ومنه قيل لرذالة الناس: الحثالة، ويقال: للصبي السيئ الغذاء: الجحن والجدع، قال أوس:
تصمت بالماء تولبا جدعا
يقول: تسكت ولدها بالماء من الجوع.
قال أبو زيد: والجحن: البطيء الشباب، وهو المقرقم، قال الراجز:
[ ص: 338 ]
أشكو إلى الله عيالا دردقا مقرقمين وعجوزا سملقا


