وقال في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: أبو سليمان "اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإنها تدفع ميتة السوء، وتقع من الجائع موقعها من الشبعان" .
أخبرناه نا ابن الأعرابي، سهل بن أحمد بن عثمان الواسطي، نا محمد بن إسماعيل الوسواس، نا عن زيد بن الحباب، عن عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل، عن شرحبيل بن سعد، جابر، عن أبي بكر الصديق.
يتأول على وجهين: أحدهما: أن شق التمرة لا يغني من جوع، ولا يبين له كبير موقع من الجائع إذا أكله، كما لا يبين أثره على الشبعان إذا تناوله، يقول: فلا تعجزوا أن تتصدقوا به مع قلة خطره وعدم غنائه. والوجه الآخر: أن هذا القدر من الطعام وإن كان يسيرا فإن فيه على قلته ما يمسك من الرمق، كما أن له أن يكظ على الشبع، يقول: فلا تستقلوا من الصدقة شيئا وإن قل؛ فإن القليل منه إذا اجتمع إلى مثله لم يلبث أن يشبع الجائع. قوله: "تقع من الجائع موقعها من الشبعان"