قال ابن قتيبة: الواطئة: المارة والسابلة سموا بذلك لوطئهم الطريق.
قال: ومعنى الحديث أنه أمر خراص النخل أن يستظهروا لأصحاب النخل في الخرص لما ينوبهم وينزل بهم من الأضياف، ويجتاز عليهم من أبناء السبيل.
قال: وفيه وجه آخر هو أشبه بمعنى الحديث، وهو أن الواطئة هي سقاطة التمر، وما يقع منه بالأرض فيوطأ ويداس جاء بلفظ فاعل، وهو بمعنى مفعول كقوله: لا عاصم اليوم من أمر الله أي: لا معصوم، وكقوله: عيشة راضية أي: مرضية.
والعرب تقول: ماء دافق أي: مدفوق، وسر كاتم أي: مكتوم، وليل نائم أي: ينام فيه. قال الشاعر:
لقد لمتنا يا أم عمران في السرى ونمت، وما ليل المطي بنائم
[ ص: 431 ] ومما جاء بلفظ مفعول ومعناه معنى فاعل قوله: حجابا مستورا أي: ساترا. وقوله: إنه كان وعده مأتيا أي: آتيا، والله أعلم.
وإنما صرنا إلى هذا؛ لأن المعنى الذي تأوله ابن قتيبة قد استفيد بالنائبة، ووقع بيانه بها، فلم يكن لحمل الكلام الثاني عليه وجه، وقد روي معنى ما ذهبنا إليه عن عمر بن الخطاب.
أخبرناه نا محمد بن هاشم، عن الدبري، عن عبد الرزاق، عن الثوري، يحيى بن سعيد، عن بشير بن يسار: كان يقول: للخارص دع لهم قدر ما يقع، وقدر ما يأكلون. عمر بن الخطاب أن
وفيه وجه ثالث، عن أبي سعيد الضرير، قال: هي الوطايا واحدتها وطية وهي تجري مجرى العرية، وسميت وطية؛ لأن صاحبها وطأها لنفسه أو لأهله، فهي لا تدخل في الخرص إذا خرص الخارص يعفى له عنها، وذلك على قدر النخل يكون فيها وطايا عدة، أو وطية واحدة.