أخبرناه ابن الأعرابي، نا محمد بن إسماعيل الصائغ، نا عفان، نا حماد بن سلمة، أخبرنا ثابت البناني، عن أنس.
قوله: "يقتر" معناه يجمع له الحصا والتراب يجعله قترا، وكل كثبة منها قترة وهي العلامة. وقال الأصمعي: القتر: نصل الأهداف.
وأنشد لأبي ذؤيب:
كقتر الغلاء مستدرا صيابها
وزعم محمد بن السائب الكلبي أن يكسوم ابن أخي الأشرم أهدى للنبي -صلى الله عليه وسلم- سلاحا فيه سهم لغب، وقد ركبت معبلة في رعظه، فقوم فوقه وقال: هو مستحكم الرصاف وسماه قتر الغلاء. يقال للسهم الذي لم يلتئم ريشه: لغب، وهو اللغاب.
[ ص: 434 ]
قال بشر بن أبي خازم:
وإن الوائلي أصاب قلبي بسهم لم يكن نكسا لغابا
فإذا التأم ريشه، وهو أن يكون بطن الريشة إلى ظهر الأخرى فهو اللؤام. والمعبلة: نصل عريض، والرعظ: مدخل النصل في السهم. والرصاف: عقبة تلوى على الرعظ. والغلاء: الرماء. يقال: غاليته أغاليه غلاء أي: راميته. والغلوة: مدى الرمية.
وقوله: يشور نفسه: أي: يسعى ويخف، يظهر بذلك قوته. يقال: شرت الدابة إذا أجريتها لتنظر إلى سيرها.


