وقال في حديث النبي صلى الله عليه أنه قال: أبو سليمان "إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم".
أخبرناه نا ابن الأعرابي، نا علي بن عبد العزيز، نا حجاج بن منهال، حماد، عن عن أبيه، عن سهيل بن أبي صالح، أبي هريرة.
تأويل هذا على وجهين: أحدهما أن يكون ذلك في أصحاب الوعيد، ومن يرى رأي الغلاة منهم، في الخلود على الكبيرة والإياس من عفو الله، والقنوط من رحمته، يقول: فمن رأى هذا الرأي، كان أشد هلاكا وأعظم وزرا ممن قارف الخطيئة، ثم لم يأيس من الرحمة.
ويدل على هذا حديث أخبرنا البراء بن عازب، نا ابن الأعرابي، إبراهيم بن فهد، نا حفص، نا عن شعبة، أبي إسحاق، عن البراء. وسأله رجل، عن هذه الآية: ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة أهو الرجل يحمل على الكتيبة، وهم ألف والسيف بيده قال: لا ولكنه الرجل يصيب الذنب، فيلقي بيده إلى التهلكة ويقول: لا توبة لي.
والوجه الآخر أن يكون ذلك في الرجل يولع بذكر الناس وإحصاء عيوبهم وعد مساوئهم، فهو لا يزال يقول: هلك الناس وفسدت نياتهم [ ص: 537 ] وقلت أماناتهم، ويذهب بنفسه عجبا، ويرى لها على الناس فضلا، يقول: فهذا بما يناله في ذلك من الإثم أشدهم هلاكا، وأعظمهم وزرا.
ومن هذا حديث حدثناه أسامة بن شريك نا أبو علي الصفار، نا العباس بن محمد الدوري، عن سعيد بن عامر الضبعي، عن شعبة، زياد بن علاقة، اسامة بن شريك قال: أتيت النبي صلى الله عليه وأصحابه عنده، فجاء الأعراب فقالوا: يا رسول الله، هل علينا حرج في كذا، أشياء لا بأس بها فقال: "عباد الله، رفع الله الحرج" أو قال: "وضع الله الحرج إلا امرأ اقترض امرأ مسلما، فذلك حرج وهلك". عن
قوله: اقترض أي اغتابه، وسبعه: أي شتمه.
وحدثني أحمد بن إبراهيم بن مالك، نا محمد بن إبراهيم بن سعيد البوشنجي، نا قال: قيل يحيى بن بكير ما قوله: أهلكهم؟ قال: أفسلهم وأدناهم. لمالك بن أنس