الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث النبي صلى الله عليه: أن رجلا قال له: إني لقيت أبي في المشركين فسمعت منه مقالة قبيحة لك، فما صبرت أن طعنته بالرمح فقتلته، فما سوأ ذلك عليه.  

حدثنيه محمد بن الحسين بن إبراهيم، نا أبو عروبة، نا المسيب بن واضح [ ص: 538 ] ، نا أبو إسحاق الفزاري، عن سفيان، عن إسماعيل بن سميع، عن مالك بن عمير.

قوله: ما سوأ ذلك عليه يريد ما عابه ولا قال له: أسأت، وهو مهموز من السوء. ومنه قوله: ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوأى . وزنه فعلى من السوء.

وأنشد أبو عمرو بن العلاء:


أنى جزوا عامرا سوآى بفعلهم أم كيف يجزونني السوآى من الحسن     أم كيف ينفع ما تعطي العلوق به
رئمان أنف إذا ما ضن باللبن

وهذا كحديثه الآخر، حدثناه أحمد بن إبراهيم بن مالك، نا بشر بن موسى، نا الحميدي، نا سفيان، أخبرني أبو هارون المدني، قال: قال عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول لأبيه، والله لا تدخل المدينة أبدا حتى تقول: رسول الله الأعز، وأنا الأذل. قال: وجاء إلى رسول الله فقال: يا رسول الله إنه بلغني أنك تريد أن تقتل أبي، فوالذي بعثك بالحق ما تأملت وجهه قط هيبة له، ولئن شئت أن آتيك برأسه لآتينك به، فإني أكره أن أرى قاتل أبي.

التالي السابق


الخدمات العلمية