الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث النبي صلى الله عليه: أنه ذكر الدجال وفتنته، ثم خرج لحاجته فانتحب القوم حتى ارتفعت أصواتهم، فأخذ بلجبتي الباب فقال: "مهيم".  

[ ص: 552 ] أبو العباس الأصم، نا العباس بن الوليد بن مزيد، عن أبيه، عن الأوزاعي، عن قتادة، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد بن السكن.

هكذا قال الأصم: لجبتي الباب وأراه لجفتي الباب بالفاء. وقد اختلف فيه فقال بعضهم: اللجاف والنجاف: أسكفة الباب. وقال آخرون: اللجاف ما يجعل من الخشب فوق الباب ليمسكه ويرده، والذي أريد به في الحديث إنما هو العضادتان دون الأسكفة، ودون ما يجعل فوق الباب من الخشب، واللجف أيضا ما تلجف من الطين في أسفل الحوض والبئر: أي تقطع وتقلع منه. قال الشاعر:


يحج مأمومة في قعرها لجف فاست الطبيب قذاها كالمغاريد

أي الكمأة.

واللجف أيضا حجر ناتئ ربما تعلقت به الدلو فتقطعت قال الشاعر:


الدلو دلوي إن نجت من اللجف     وإن نجا صاحبها من اللفف



[ ص: 553 ] قال الأصمعي: يقال بئر متلجفة، قال: واللجف أيضا: سرة الوادي، قال: وهو البعثط أيضا. ومهيم: كلمة استفهام واستخبار.

التالي السابق


الخدمات العلمية