[ ص: 669 ]
يا خير من يمشي بنعل فرد أوهبه لنهدة ونهد
لا يسبين سلبي وجلدي
فقال النبي عليه السلام: "لا".
حدثناه جعفر بن نصير الخلدي، نا الحضرمي، نا ابن نمير، نا ابن إدريس، سمعت مسعرا يذكره عن زياد بن علاقة، إلا أنه قال:
أو هبة لنهدة ونهد
وقال: غيره أوهبه من الهبة، وهو أصوب.
قوله: بنعل فرد فيه وجهان؛ أحدهما: أن يجعل الفرد من نعت النعل، وذلك جائز مع سقوط هاء التأنيث؛ لأن كل اسم ليس فيه علم التأنيث فتذكيره جائز، كالسماء والأرض والشمس والنار والبئر والحرب ونحوها.
أخبرني أبو عمر، أنا ثعلب، عن سلمة، عن الفراء قال العرب: تجترئ على تذكير كل مؤنث ليس فيها علم التأنيث وأنشد:
فلا مزنة ودقت ودقها ولا أرض أبقل إبقالها
[ ص: 670 ]
رقاق النعال طيب حجزاتهم يحيون بالريحان يوم السباسب
يا خير من يركب المطي ولا يشرب يوما بكف من بخلا
فذاك عصر وقد أراني تحملني نهدة سرحوب
وأخبرني الكراني، أنا عبد الله بن شبيب، نا زكريا بن يحيى المنقري، سمعت الأصمعي يقول: سمعت بعض الأعراب يقول: السرحوب: ابن آوى والسرعوب: ابن عرس.


