أخبرناه نا ابن داسة، نا أبو داود، نا موسى بن إسماعيل، حماد، أنا ثابت وقتادة وحميد، عن أنس.
القافة: جمع قائف، وهو الذي يقوف الآثار ويتتبعها. قال يقال فلان يقوف الأثر ويقتافه ويقتفره. قال: والتأبين مثله، قال الأصمعي: أوس بن حجر.
[ ص: 701 ]
يقول له الراؤون هذاك راكب يؤبن شخصا فوق علياء واقف
وقوله: أي يقبض عليها بأسنانه، يقال كدم وكزم وأزم وعزم بمعنى عض. والعرب تقول: ما بقي من مرعانا إلا كدامة، أي بقية تكدمها المال بأسنانها، ولا يشبع منها. يكدم الأرضوقد تكلم العلماء في هذا، وفي أمر النبي صلى الله عليه بسمل أعينهم. قال إنما فعل ذلك قبل نزول الأحكام في الحدود، وقبل تحريم المثلة. وقال ابن سيرين: لما فعل النبي عليه السلام ذلك عاتبه الله فأنزل: أبو الزناد: إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله الآية.
وقد روينا عن أنه قال: أنس بن مالك إنما فعل النبي عليه السلام ذلك بهم؛ لأنهم قد كانوا سملوا أعين الرعاة وقتلوهم.
حدثنيه الحسن بن يحيى بن صالح، نا ابن المنذر بإسناد لا يحضرني ذكره، يريد أنه جازاهم على صنيعهم امتثالا لقوله عز وجل: وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به .
وأخبرني محمد بن يحيى الشيباني، نا نا الصائغ، نا إبراهيم بن المنذر الحزامي، عن محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة، ابن شهاب: العرنيين لما قدموا على رسول الله صلى الله عليه كانوا مجهودين مضرورين قد كادوا يهلكون، فأنزلهم [ ص: 702 ] عنده، وسألوه أن ينحيهم من المدينة، فأخرجهم إلى لقاح بفيفاء الخبار من وراء الحمى فيها مولى لرسول الله من أهل اليمن، اسمه يسار، فقتلوه ثم مثلوا به، واستاقوا اللقاح. وذكر الحديث بطوله. أن