قوله: يريد أكثر ما أفتتح به دعائي، وذلك أن الداعي يفتتح دعاءه بالثناء على الله، ويقدمه أمام مسألته، فسمى الثناء دعاء إذ كان مقدمة له وذريعة إليه على مذهبهم في تسمية الشيء باسم سببه. "أكثر دعائي"
وحدثني أحمد بن المظفر، نا محمد بن صالح الكيلاني، نا قال: سألت الحسين بن الحسن المروزي عن هذا فقلت له: هذا ثناء وليس بدعاء. فقال أما بلغك حديث سفيان بن عيينة، منصور، عن مالك بن الحارث يقول الله تعالى: فقلت:، حدثني "إذا شغل عبدي ثناؤه علي عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين" عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، منصور، وحدثتني أنت، عن منصور، عن مالك بن [ ص: 710 ] الحارث. فقال: هذا تفسيره. ثم قال أما بلغك ما قال أمية بن أبي الصلت حين أتى ابن جدعان يطلب فضله ونائله فقال:
أأطلب حاجتي أم قد كفاني حياؤك إن شيمتك الحياء إذا أثنى عليك المرء يوما
كفاه من تعرضه الثناء