حدثناه الصفار، نا نا العباس بن عبد الله الترقفي، سعيد بن عبد الملك الدمشقي، نا عن الربيع بن صبيح، عن الحسن، أنس.
معنى الظل: العز والمنعة، قال الشاعر:
فلو كنت مولى الظل أو في ظلاله ظلمت ولكن لا يدي لك بالظلم
أي: لو كنت ذا عز أو في ظلال ذي عزة.وفيه وجه آخر: وهو أن يكون أراد بالظل الستر، كما يقول القائل للرجل الشريف: أنا في ظلك، أي في سترك وذراك، ولا أزال الله عنا ظلك وما أشبه هذا من الكلام. ومن هذا ظل الشجرة، وكذلك ظل الليل إنما هو ستره.
قال ذو الرمة:
قد أعسف النازح المجهول معسفه في ظل أخضر يدعو هامه البوم
[ ص: 708 ] يقول استظلوا بظلهم ولا تشقوا العصا بالخروج عليهم. ويصدقه حديثه الآخر.
حدثنيه محمد بن المكي، نا إسحاق بن إبراهيم، نا أبو عبد الرحمن الفرياناني، ثنا سليمان بن عبد الله، عن عن سعد بن سعيد الأنصاري، عن أبيه، سالم بن عبد الله، قال: قلت: يا رسول الله أخبرني عن هذا السلطان الذي ذلت له الرقاب، وخضعت له الأجساد ما هو؟ قال: "ظل الله في الأرض، فإذا أحسن فله الأجر، وعليكم الشكر، وإذا أساء فعليه الإصر وعليكم الصبر". عمر عن
يريد بالإصر الوزر، وأصل الإصر العهد. قال الله تعالى: وأخذتم على ذلكم إصري : أي عهدي.
وقد يكون الظل أيضا بمعنى القرب والدنو، كقولك أظلني الأمر، وأظلنا شهر الصوم، وما أشبه ذلك. قالأبو صخر الهذلي:
ورنقت المنية فهي ظل على الأبطال دانية الجناح
وفيه وجه آخر، وهو أن معنى قوله: ظل الله أي خليفته على خلقه [ ص: 709 ] في إمضاء أحكامه وإقامة حدوده، وهذا من كلام التقريب لا من كلام التحقيق، وذلك أن الظل يرى أبدا خليفة للشمس في ذوات الأشخاص.