الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث عمر أنه قال لابن عباس : اعقل عني ثلاثا : الإمارة شورى ، وفي فداء العربي مكان عبد عبد وفي ابن الأمة عبدان .

أخبرناه محمد بن هاشم أخبرنا الدبري عن عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه عن ابن عباس قال كان من مذهب عمر فيمن سبي من العرب في الجاهلية فأدركه الإسلام وهو عند من سباه أن يرد حرا إلى نسبه وتكون قيمته عليه يؤديها إليه فجعل مكان كل رأس منهم رأسا من الرقيق .

وروي عنه أنه قوم رأسا منهم خمسا من الإبل .

أخبرناه ابن هاشم نا الدبري عن عبد الرزاق عن أبي بكر بن عياش عن أبي حصين عن الشعبي أن عمر قال ليس على عربي [ ص: 118 ] ملك ولسنا بنازعين من يد رجل شيئا أسلم عليه ولكنا نقومهم الملة خمسا من الإبل .

قال ابن الأعرابي الملة الدية وجمعها ملل قال وأنشدني أبو المكارم :


غنائم الأموال أيام الوهل ومن عطايا الرؤساء والملل

وقال غيره الملة الرأس من الرقيق . وأما قوله وفي ابن الأمة عبدان فإنه يريد به الرجل من العرب يتزوج أمة لقوم فتلد منه ولدا يقول أنه لا يسترق ولكنه يفدى بعبدين وذهب إلى هذا الرأي من فقهاء الأمصار سفيان الثوري وإسحاق بن راهويه فأما سائر العلماء من أهل الحجاز وأهل العراق فإن استرقاق العربي في مذهبهم جائز كالعجمي سواء.

التالي السابق


الخدمات العلمية