الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث سعيد في قصة أبيه أنه لما خالف دين قومه قال له الخطاب بن نفيل: إني لأحسبك خالفة بني عدي هل ترى أحدا يصنع من قومك ما تصنع؟  يرويه الواقدي نا زكريا بن يحيى السعدي عن أبيه [ ص: 230 ] يقال رجل خالفة أي مخالف كثير الخلاف كما قيل راوية ولحانة ونسابة قال الشاعر:


يا أيها الخالفة اللجوج

.

ويقال: فلان خالفة من الخوالف إذا كان فاسدا لا خير فيه وما أبين الخلافة فيه: أي الجهل.

وقال بعضهم: اشتقاقه من قولهم لحم خالف وهو الذي قد بدا يروح ومنه أخذ خلوف الفم وهو تغير ريحه من صوم أو نحوه.

قال أبو عمر قد تكون الخالفة أيضا بمعنى الخير.

قال وقال ابن الأعرابي روي أن أعرابيا جاء إلى أبي بكر فقال أنت خليفة رسول الله قال لا قال فما أنت قال أنا الخالفة بعده أي القاعد بعده قال والخالفة الذي يستخلفه الرئيس على قومه وأهله.

قال ابن الأنباري وإنما يختلف في المصدر فيقال خلفه يخلفه خلافة إذا صار خليفة له، وخلافة إذا كان متخلفا لا خير فيه ميؤوسا من رشده [ ص: 231 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية