قال في حديث أبو سليمان عبد الرحمن أن قال طرقني المسور بن مخرمة عبد الرحمن بعد هجع من الليل فأرسلني إلى علي في قصة طويلة من أمر الشورى. فناجاه حتى ابهار الليل وانثال الناس عليه
حدثناه أحمد بن إبراهيم بن مالك نا الحسن بن زياد السري نا حدثني أبي عن ابن أبي أويس أن الزهري حميد بن عبد الرحمن عن المسور بن مخرمة.
يقال: لقيته بعد هجع وهجعة من الليل أي طائفة من الليل ومثله بعد هزع من الليل وهزيع منه ويقال أتيته بعد وهن من الليل وبعد هدء من الليل وهو نحو من الربع أو قريب منه ويقال أتانا بعد ما مضى جرش من الليل وجوش من الليل وجوشن من الليل أي بعد ما مضى وجوش من الليل صدر صالح منه وأتانا في جوز الليل أي وسطه [ ص: 232 ] .
وقوله حتى ابهار الليل أي مضى نصف الليل قاله أبو عبيد قال وبهرة الليل وسطه.
قال قد يبهار الليل قبل أن ينتصف وإنما ابهيراره طلوع نجومه إذا تتامت لأن الليل إذا أقبل أقبلت فحمته وإذا تطالعت النجوم واشتبكت ذهبت تلك الفحمة والباهر الممتلئ النور قال أبو سعيد الضرير الأعشى:
جئتماه فقضى فيكما أبلج مثل القمر الباهر
ومن هذا الحديث يروى عن قال قلت عبد خير لعلي أصلي الضحى إذا بزغت الشمس قال لا حتى تبهر البتيراء يريد الشمس أي حتى ترتفع الشمس ويقوى ضوءها وشعاعها..
وأخبرني عن ابن الفارسي الغلابي نا في قول إبراهيم بن عمر عمر بن أبي ربيعة:
ثم قالوا: تحبها قلت بهرا عدد القطر والحصى والتراب
فبعدا لقومي إذ يبيعون مهجتي بجارية بهرا لهم بعدها بهرا [ ص: 233 ]
يدعو عليهم من قولهم بهره الأمر يبهره إذا غلبه حتى فسره فقال معناه قلت لهم معلنا غير مكتتم بذلك قال ومنه ابتهر فلان بفلانة إذا ذكرها مشتهرا به ومنه قول الشاعر: الأصمعي
وقد بهرت فما تخفى على أحد إلا على أحد لا يعرف القمرا
ومنه قول العجاج يعني قصيدة له: قلتها في ليلة واحدة وانثالت علي القوافي انثيالا.