الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
حديث العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه.

قال أبو سليمان في حديث العباس أنه كان رجلا صيتا وأنه نادى يوم حنين فقال: يا أصحاب السمرة، فرجع الناس بعد ما ولوا حتى تناشبوا حول رسول الله صلى الله عليه حتى تركوه في حرجة سلم وهو على بغلته والعباس يشتجرها بلجامها.  

أخبرناه محمد بن هاشم نا الفضل بن العباس القرطمي نا محمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي نا ابن المبارك عن أبي بكر الهذلي عن عكرمة عن شيبة بن عثمان.

قوله: تناشبوا: معناه تدانوا وتضاموا حتى نشب بعضهم ببعض يقال: نشب الشيء بالشيء إذا تعلق به ونشب الصيد في الحبالة إذا لم يقدر على الخلاص.

وفي رواية أخرى حتى تأشبوا وهذا والأول سواء يقال: تأشب النبات إذا كثر والتف ويقال: أمر أشب أي مختلط. ومنه الأوشاب وهم أخلاط الناس والحرجة الشجراء الملتفة قال الشاعر:


أيا حرجات الحي يوم تحملوا بذي سلم لا جادكن ربيع [ ص: 240 ]



والسلم: شجر من العضاه وهو كل شجر لها شوك وقوله يشتجرها بلجامها معناه يمسكها ويردها ومنه الشجار وهو الخشبة التي توضع خلف الباب سميت شجارا لأنها ترد الباب وتمسك والشجر أن ترفع ما يتدلى من غصن شجر وذيل ثوب أو ما أشبه ذلك.

التالي السابق


الخدمات العلمية