قال في حديث أبو سليمان العباس أنه كان رجلا صيتا وأنه نادى يوم حنين فقال: والعباس يشتجرها بلجامها. يا أصحاب السمرة، فرجع الناس بعد ما ولوا حتى تناشبوا حول رسول الله صلى الله عليه حتى تركوه في حرجة سلم وهو على بغلته
أخبرناه نا محمد بن هاشم الفضل بن العباس القرطمي نا نا محمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي عن ابن المبارك عن أبي بكر الهذلي عن عكرمة شيبة بن عثمان.
قوله: تناشبوا: معناه تدانوا وتضاموا حتى نشب بعضهم ببعض يقال: نشب الشيء بالشيء إذا تعلق به ونشب الصيد في الحبالة إذا لم يقدر على الخلاص.
وفي رواية أخرى حتى تأشبوا وهذا والأول سواء يقال: تأشب النبات إذا كثر والتف ويقال: أمر أشب أي مختلط. ومنه الأوشاب وهم أخلاط الناس والحرجة الشجراء الملتفة قال الشاعر:
أيا حرجات الحي يوم تحملوا بذي سلم لا جادكن ربيع [ ص: 240 ]
والسلم: شجر من العضاه وهو كل شجر لها شوك وقوله يشتجرها بلجامها معناه يمسكها ويردها ومنه الشجار وهو الخشبة التي توضع خلف الباب سميت شجارا لأنها ترد الباب وتمسك والشجر أن ترفع ما يتدلى من غصن شجر وذيل ثوب أو ما أشبه ذلك.