حدثنيه أحمد بن إبراهيم بن مالك نا أبو مسلم الكشي نا عبد الله بن رجاء أنا عبد الحميد عن حدثني شهر بن حوشب أن عبد الرحمن بن غنم معاذا لما قدم الشام فأصابهم الطاعون قال لا أراه إلا رجزا وطوفانا فقال له عمرو بن العاص معاذ: ليس برجز ولا طوفان ولكنها رحمة ربكم ودعوة نبيكم اللهم آت معاذا النصيب الأوفر.
بكر الرجل أول ولد يولد له أنشدني الغنوي أنشدنا ثعلب:
يا بكر بكرين ويا خلب الكبد أصبحت مني كذراع من عضد
والخلب حجاب القلب ومن هذا قولهم قد خلبني حب فلان أي وصل إلى خلبي.وأما قول العرب إذا لم تغلب فاخلب ففيه قولان أحدهما من هذا، يقول: تودد حتى تغلب على القلب وتخلص إلى خلبه والآخر أن يكون معناه إذا لم تظفر فاخدش من الإصابة بالأظافير ومنه مخلب الطير.
قال ابن الأنباري ويحكى هذا القول عن [ ص: 316 ] . ابن الأعرابي
وقال يعقوب: البكر الجارية التي لم تفتض والبكر أيضا التي حملت بطنا واحدا وبكرها ولدها ويقال ناقة ثني إذا ولدت بطنين وثنيها ولدها وثلثها ولدها الثالث ولا يقال ناقة ثلث ولكن يقال ولدت ثلثها.
قال يقال هذا بكر أبويه أي أول ولدهما وعجزة ولد أبويه أي آخرهم قال ومنه نضاضة ولد أبويه ونضاضته أي آخره وبقيته. أبو زيد
وقوله: رجزا وطوفانا فإن الرجز العذاب والطوفان البلاء.
قال الطوفان الموت وقال غيره: الطوفان السيل ورواه بعضهم إنما هو وخز من الشيطان والوخز الطعن وكانت العرب تسمي الطاعون رماح الجن. مجاهد
وقوله: إنها دعوة نبيكم فإنه يريد قوله صلى الله عليه وسلم: "اللهم اجعل فناء أمتي بالطعن والطاعون".
حدثناه نا ابن مالك نا محمد بن أيوب هدبة حدثنا نا عبد الواحد بن زياد عن عاصم الأحول كريب بن الحارث عن أبي بردة بن قيس أخي أبي موسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم اجعل فناء أمتي بالطعن والطاعون".
وأخبرنا فيما أحسب نا ابن الأعرابي أبو يحيى بن أبي مسرة نا [ ص: 317 ] نا الحميدي نا سفيان عمرو بن دينار سمعت قال جاء رجل يسأل عامر بن سعد بن أبي وقاص سعدا عن الطاعون وعنده فقال أسامة بن زيد أسامة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "هذا عذاب ورجز أرسل على أناس ممن كان قبلكم أو على طائفة من بني إسرائيل فهو يجيء أحيانا ويذهب أحيانا فإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها وإذا سمعتم به في أرض فلا تدخلوها".
قال قال سفيان عمرو بن دينار لعله لقوم عذاب ولقوم شهادة قال فأعجبني قول سفيان عمرو هذا.
قال وقد روي هذا المعنى بعينه في حديث آخر. أبو سليمان
حدثناه أبو بكر الرازي نا ابن بري نا نا محمد بن المثنى نا يزيد بن هارون مسلم بن عبيد الواسطي أبو نصيرة قال سمعت أبا عسيب مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ ص: 318 ] . "الطاعون شهادة لأمتي ورحمة لهم ورجس على الكفار"