الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
قال أبو سليمان في حديث حذيفة أنه ذكر فتنة فشبهها بفتنة الدجال وفي القوم أعرابي فقال سبحان الله يا أصحاب محمد كيف وقد نعت لنا [ ص: 329 ] المسيح وهو رجل عريض الكبهة مشرف الكتد بعيد ما بين المنكبين فردع لها حذيفة ردعة.  

حدثناه عبد الله بن محمد المسكي حدثنا محمد بن عمرو بن عباد المكي نا يحيى بن حكيم المقوم نا ربعي بن إبراهيم نا ابن عون عن عمران الخياط أو قال الحناط عن زيد بن وهب.

قوله: ردع لها معناه وجم لها أو ضجر حتى تغير لونه من قولك ردعت الثوب بالزعفران إذا لونته به وثوب رديع أي صبيغ يدل على هذا قوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث: "ثم تساير عن وجهه الغضب". وقد يكون ردع أيضا بمعنى ارتدع عن الكلام وكف.

فأما قولهم ركب ردعه فمعناه سقط متنكسا.

قال المبرد: يقال ركب البعير ردعه إذا سقط فدخل عنقه في جوفه مشتق من الردع يقال ردعت الرجل فارتدع أي رجع فتقدير ركب ردعه أن يرجع مقدم بدنه على مؤخره.

والكبهة لغة رديئة في الجبهة ومثله في كلامهم الكبل والركل يريدون الجبل والرجل وهو من كلام جفاة الأعراب والكتد ما بين أعلى الظهر والكاهل والنعت منه أكتد أي ضخم الكتد مشرفه.

التالي السابق


الخدمات العلمية