الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث حذيفة أنه قال: أقيمت الصلاة [ ص: 330 ] فتدافعوا فصلى بهم ثم قال لتبتلن لها إماما غيري أو لتصلن وحدانا.  

أخبرناه ابن الأعرابي حدثنا سعدان نا سفيان عن مغيرة عن إبراهيم عن أبي معمر.

قوله لتبتلن معناه لتنصبن لها إماما وتقطعون الأمر بإمامته وأصل البتل القطع ومنه قولهم في الصدقة بتة بتلة أي منقطعة عن ملك المتصدق بها.

وفي الطلاق ثلاث بتلة أي منقطعة لا عود فيها ولا رجعة للزوج عليها.

وقيل لمريم البكر البتول لانقطاعها عن الناس وانتباذها مكانا شرقيا كما ذكره الله في كتابه ويقال بل سميت البتول لانقطاعها عن مقارفة البشر.

فأما فاطمة فإنما قيل لها البتول لأنها منقطعة القرين نبلا وشرفا.

ويحتمل أن يكون ذلك لتبتلن يعني لتختارن أو لتختبرن أو نحوهما من بلوت وابتليت.

فأما ما يروى من قول النضر بن كلدة في قصة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع قريش وهو قوله: يا معشر قريش والله لقد نزل بكم أمر ما ابتلتم بتله.

هكذا حدثناه الحسن بن عبد الرحيم نا محمد بن الحسين اللخمي نا العطاردي نا يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني شيخ قديم من أهل مصر عن عكرمة عن ابن عباس أن النضر بن كلدة قال ذلك. فإنه غلط والصواب ما انتبلتم نبله ومعناه ما انتبهتم له ولم تعلموا علمه تقول [ ص: 331 ] العرب أنذرتك بالأمر فلم تنتبل نبله أي ما انتبهت له قاله يعقوب قال: وفيه أربع لغات ما انتبل نبله ونبله ونباله ونبالته.

التالي السابق


الخدمات العلمية