الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث أبي الدرداء أن أم الدرداء قالت في حديث روته عنه: حدثني سيدي أبو الدرداء أخبرناه ابن داسة نا أبو داود.

أخبرنا رجاء بن المرجى ثنا النضر بن شميل نا موسى بن ثروان حدثني طلحة بن عبيد الله بن كريز قال حدثتني أم الدرداء قالت حدثني سيدي أبو الدرداء أنه سمع رسول الله صلى الله عليه يقول: "إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة آمين ولك بمثل".  

للسيد في هذا معنيان أحدهما أن يكون بمعنى الرئيس وأن تكون أرادت بهذا القول تسويده وتعظيمه. والآخر وهو أخصهما به أن يكون بمعنى الزوج [ ص: 346 ] .

أخبرني أبو عمر نا ثعلب عن ابن الأعرابي قال: السيد الزوج ومنه قوله تعالى: وألفيا سيدها لدى الباب أي زوجها قال الأعشى:


وسيد نعم ومستادها

.

ويقال استاد الرجل في بني فلان إذا نكح في سادتهم قال الشاعر:


أراد ابن كوز والسفاهة كاسمها     ليستاد منا أن شتونا لياليا

وقد يتأول حديث عائشة أيضا على هذين المعنيين.

حدثناه ابن الأعرابي نا أبو سعيد الحارثي نا يحيى بن سعيد القطان نا رجل يقال له محمد الرمام حدثتني كريمة بنت همام قالت كنت عند عائشة فسألتها امرأة عن الخضاب فقالت كان سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره ريحته وليس بمحرم عليكن أخواتي أن تختضبن.

وأشبه الوجهين أن تكون أرادت زوجي لأن الإضافة بالاسم الخاص يدل على معنى خاص وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد المسلمين كافة ورئيس الخلق قاطبة.

وفيه دليل على أن الحناء ليس من الطيب  وأن المحرمة إذا اختضبت به [ ص: 347 ] لم يكن عليها الفدية ألا تراه صلى الله عليه يقول: "حبب إلي من الدنيا النساء والطيب" فلو كان الحناء من الطيب لم يكره ريحه والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية