الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث أبي الدرداء أنه قال: أقرض من عرضك ليوم فقرك.  قال ابن الأنباري معناه أن من سب أباك وأسلافك [ ص: 348 ] فلا تسب أباه وأسلافه ولكن اجعل ذلك قرضا عليه ليوم القصاص والجزاء قال وقال ابن قتيبة العرض هاهنا النفس ولا يجوز أن يكون المراد به الأسلاف لأنه إذا ذكر أسلافه لم يكن التحليل إليه لأنه ذكر قوما موتى.

قال أبو بكر وليس المعنى عندنا في هذا كما قال لأنه لم يحلله من سبه الآباء إنما أحله مما وصل إليه من الأذى في ذكره أسلافه واحتج في العرض بقول مسكين الدارمي:


رب مهزول سمين عرضه وسمين الجسم مهزول الحسب

قال فمعناه رب مهزول الجسم والبدن كريم الآباء. وقال آخر:


قاتلك الله ما أشد عليك البذل     في صون عرضك الخرب

يريد في صون أسلافك اللئام.

التالي السابق


الخدمات العلمية