الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث زيد أنه: كتب إلى معاوية يستعطفه لأهل المدينة وفي الكتاب أنهم حديث عهدهم بالفتنة قد مصعتهم وطال عليهم الجذم والجدب  وأنهم قد عرفوا أن ليس عند مروان مال يجادونه عليه إلا ما جاءهم من عند أمير المؤمنين.

يرويه الحارث بن أبي أسامة ثنا سليمان بن داود أنا عبد الرحمن بن عبد الله بن ذكوان عن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة بن زيد.

قوله: مصعتهم أي عركتهم ونالت منهم والمصع الضرب وقد يكون ذلك بالسلاح وبغيره ويقال تماصع القوم إذا تضاربوا فأما المعص فهو الوجع ويقال إن المعص داء يصيب الإنسان في عصبه من كثره المشي.

ويروى أن عمرو بن معديكرب شكاه إلى عمر فقال: "كذب، عليك العسل" أي عليك بالعسلان وهو ضرب من العدو مثل عدو الذئب قال الشاعر:


والله لولا وجع بالعرقوب لكنت أبقى عسلا من الذيب

ومثله النسلان [ ص: 371 ] .

وحدثني أحمد بن عبدوس نا أحمد بن عمرو الزيبقي نا محمد بن معمر البحراني نا روح بن عبادة نا ابن جريج حدثني جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر. قال شكا ناس إلى رسول الله صلى الله عليه كثرة المشي فدعا لهم وقال: "عليكم بالنسلان" قالوا: فنسلنا فوجدناه أيسر علينا والجذم القطع وبه سمي الأقطع أجذم يقال جذمت الشيء فانجذم قال الأعشى:


أتترك غانية أم تلم     أم الحبل واه بها منجذم

يريد بالجذم انقطاع الميرة عنهم.

وقوله: يجادونه عليه من الجدا وهو العطاء يقال جدا عليه يجدو إذا أعطاه والجدوى العطية.

التالي السابق


الخدمات العلمية