[ ص: 426 ] .
أخبرناه نا محمد بن هاشم ، عن الدبري ، عن عبد الرزاق ، عن معمر ، أيوب ، عن عن ابن سيرين ، أبي هريرة .
قوله : يا بني ماء السماء ، يريد العرب ، وهم أولاد إسماعيل ، وإنما نسبوا إلى ماء السماء ؛ لأنهم ينزلون البوادي والقفار وحيث لا ماء به من البقاع ، إنما يتتبعون مواقع قطر السماء ويعيشون بمائها فصاروا كأنهم أولاده وبنوه ، وأنشدنا في نحو من هذا ، أنشدنا أبو عمر عن ثعلب ، يصف سحابة : ابن الأعرابي
جاءت به مشرفة ذراها مثل العروس ناقصا خطاها كأنما ينطف من كلاها
عناظب الجراد أو دباها فاشمطت القيعان من رغاها
واتخذتنا كلنا طلاها
قال شبه كبار القطر بالعنظب ؛ وهو ذكر الجراد ، وشبه الصغار بالدبا ، وشبه سير السحابة بمشي العروس في تقارب خطاها . والرغا جمع رغوة ، وهو ما يعلو اللبن ، يقول : ابيضت القيعان بمائها كبياض الجفان باللبن . أبو عمر :
وقال بعضهم : إنما قيل للعرب بنو ماء السماء ؛ لأنهم من ولد إسماعيل ، وقد فجر الله له زمزم وأعاشه بمائها ، وكان ذلك سقيا من الله ورحمة نزل بها جبريل من السماء فأضيف الماء إليها .