الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث أبي هريرة : " أنه قال : لا تمشين أمام أبيك ، ولا تجلس قبله ، ولا تدعه باسمه ، ولا تستسب له   .

أخبرناه ابن الزيبقي ، نا موسى بن زكريا ، نا محمد بن عبيد بن حساب ، نا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي ، نا هشام بن عروة ، عن رجل من أهل المدينة ، عن أبي هريرة .

قوله : لا تستسب له ، يريد لا تعرض أباك للسب بأن تسب أبا غيرك فيسب أباك مجازاة لك ، وهذا على معنى قوله عز وجل : ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم .

ويقال : أصل السب القطع ، ثم كثر حتى صار السب شتما ، قال الشاعر : [ ص: 430 ]

فما كان ذنب بني مالك بأن سب منهم غلام فسب

سب : أي شتم وسب أي قطع ، ويقال : فلان سب فلان ، إذا كان يسابه ، قال الشاعر :


لا تسبنني فلست بسبي     إن سبي من الرجال الكريم

ويروى عن معاوية أنه قال : " مهما سببت بشيء فلست أسب بأربع خصال : لست بنكح طلقة ، ولا سب ضرعة . يقول : لست بالشتامة للرجال المضارع لهم ، والمضارعة : المساواة ، ويقال : هما ضرعان : أي مثلان ، وفلان ضرع فلان : أي مثله ونظيره .

قال أبو عمرو : تقول العرب في بعض أمثالها : " إن أخاك في الأشاوى ضرعك أي في الأشياء .

التالي السابق


الخدمات العلمية