الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث أنس في قوله تعالى : ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة قال : الشريان   .

هكذا روي لنا ، عن عبد بن حميد ، عن سليمان بن داود ، عن شعبة ، عن معاوية بن قرة ، عن أنس ، وأراه غلطا ، وإنما هو الشري ، وهو الحنظل ، قال الشاعر :


وله طعمان أري وشري وكلا الطعمين قد ذاق كل



[ ص: 513 ] قال الأصمعي : الحنظل هو الشري واحدته شرية ، فإذا خرج فصغاره الجراء واحدها جرو ويقال لشجرته : قد أجرت ، فإذا اشتد الحنظل فصلب فهو الحدج واحدته حدجة ، فإذا صار للحنظل خطوط فهو الخطبان ، فإذا اصفر فهو الصراء ممدود ، واحدتها صراية ، فأما الشريان فهو شجر تعمل منه القسي ، قال ذو الرمة :


وفي الشمال من الشريان مطعمة     كبداء في عودها عطف وتقويم

يريد قوسا مرزوقة من الصيد .

ويقال : إن الشريان والنبع والشوحط شجر واحد إلا أن النبع ما نبت في قلل الجبال وهو أصلب ما يكون ، والشوحط قالوا : سمي بذلك لأنه شحط من رأس الجبل إلى أسفله يعني بعد ، والشريان ينبت في بطون الأودية ومجاري الماء ، وإنما تتخذ القسي من هذه الأشجار .

التالي السابق


الخدمات العلمية