الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
حديث عقيل بن أبي طالب .

قال أبو سليمان في حديث عقيل بن أبي طالب أن عطاء قال : رأيته شيخا كبيرا يقبل غرب زمزم   .

أخبرنا ابن الأعرابي ، نا عباس الدوري ، نا يحيى بن معين ، نا ابن عيينة ، عن ابن جريج ، عن عطاء .

قوله : يقبل غرب زمزم يريد أنه كان يتلقاها إذا نزعت .

يقال : قبل الرجل الدلو يقبلها قبالة قال زهير :


وقابل يتغنى كلما قدرت على العراقي يداه قائما دفقا

ومنه قبالة القابلة الولد . فإما الكفالة فإنما يقال منها : قبل به يقبل ، بضم الباء قبالة ، قال عمر بن ربيعة :


قلت كفي لك رهن بالرضا     فاقبلي يا هند قالت قد وجب

والغرب الدلو الكبيرة .

قال أبو حاتم : الدلو تؤنث ، والغرب والسجل يذكران ، والذنوب يذكر ويؤنث .

[ ص: 520 ] وأخبرني أبو عمر ، أنا ثعلب ، عن ابن الأعرابي قال يقال : للدلو الكبيرة الغرب فإذا زادت قليلا فهي سحبل ، فإذا زادت قليلا فهي السجيلة ، قال : وأنشدنا :


خذها وأعط عمك السجيله     إن لم يكن عمك ذا حليله

فأما الذنوب فيقال : إنه الدلو ، ويقال : بل هو ملء دلو ماء ، ولذلك سمي النصيب ذنوبا قال الله تعالى : فإن للذين ظلموا ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم . .

قال علقمة بن عبدة :


وفي كل حي قد خبطت بنعمة     فحق لشأس من نداك ذنوب

[ ص: 521 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية