حدثنيه محمد بن الحسين ، نا محمود بن الصباح المازني ، نا عبد الله بن الهيثم ، حدثنا به الوليد بن هشام بن قحذم .
وفي رواية أخرى : إنكن لتقلبن حولا قلبا إن وقي كبة النار .
يقال : رجل حول قلب وحولي قلبي فالقلب الذي يقلب الأمور ظهرا لبطن والحول : ذو التصرف والاحتيال قال الشاعر :
الحول القلب الأريب وهل تدفع صرف المنية الحيل
وانقلاب الواو ، عن الياء في كلامهم مشهور كقوله : الغاية القصوى وأصله الياء ويقال : فلان أحول من فلان من الحيلة قال الشاعر :وتزري بعقل المرء قلة ماله وإن كان أقوى من رجال وأحولا
وحكى عن أبو عمر ، عن أبي العباس ، أن رجلين تقدما إلى ابن الأعرابي معاوية فادعى أحدهما على صاحبه مالا وكان المدعى قبله حولا قلبا مخلطا مزيلا فأنشأ معاوية يقول :
أنى أتيح له حرباء تنضبة لا يرسل الساق إلا ممسكا ساقا
[ ص: 528 ] ثم دعا بمال فأعطى المدعي وفرق بينهما .
قال فالمزيل الجدل في الخصومات الذي يزول من حجة إلى حجة والمخلط الذي يخلط شيئا بشيء فيلبسه على السامعين وكبة النار معظمها . أبو عمر :
قال في حديث أبو سليمان معاوية أنه قال لسلمة بن الخطل كأني أنظر إلى بيت أبيك بمهيعة بطنبه تيس مربوط وبغنائه أعنز درهن غبر يحلبن في مثل قوارة حافر العير تهفو منه الريح بجانب كأنه جناح نسر .
حدثنيه محمد بن بحر الرهني ، نا ابن دريد ، نا أبو حاتم ، عن العتبي .
قوله : درهن غبر أي ألبانها قليلة وغبر اللبن بقيته وهو ما غبر عنه وجمعه أغبار ، قال الحارث بن حلزة :
لا تكسع الشول بأغبارها إنك لا تدري من الناتج
يا جفنة كإزاء الحوض قد هدموا ومنطقا مثل وشي اليمنة الحبره
قال في حديث أبو سليمان معاوية أنه قال : والله لقد منعتني القدرة من ذوي الحنات .
أخبرناه الكراني ، نا عبد الله بن شبيب ، نا زكريا بن يحيى المنقري ، نا عن الأصمعي ، قال : رأى سفيان بن عيينة معاوية يزيد يضرب غلاما له فقال : يا يزيد سوءة لك تضرب من لا يستطيع أن يمتنع والله لقد منعتني القدرة من ذوي الحنات . الحنات جمع حنة وهي لغة رديئة ، واللغة العالية إحنة .
قال يقال : في صدره عليك إحنة مكسورة الألف أي حقد ولا تقل حنة قال الشاعر [ ص: 530 ] : الأصمعي :
إذا كان في نفس ابن عمك إحنة فلا تستثرها سوف يبدو دفينها
وبين قومي ورجالها إحن إذا التقوا تجاملوا على الضغن
تجامل النبت على وعس الدمن
ويقال : فلان مواجن لي ، قال كثير :
وما زلت في ليلى لدن طر شاربي إلى اليوم أخفي إحنة وأواجن