حديث سراقة بن مالك :
.
وقال في حديث أبو سليمان سراقة أنه قال لقومه : إذا أتى أحدكم الغائط فليكرم قبلة الله ولا يستدبرها وليتق مجالس اللعن : الطريق والظل ، واستمخروا الريح ، واستشبوا على سوقكم ، وأعدوا النبل .
أخبرناه نا محمد بن هاشم ، عن الدبري ، أنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن سماك بن الفضل ، أبي راشد ، عن سراقة أنه كان يعلم قومه ذلك .
قوله : استمخروا الريح : أي استقبلوها . يقال : امتخر الفرس الريح إذا استقبلها يستروح ، ومنه مخور السفينة وهو قطعها الماء بالريح . قال الله تعالى : وترى الفلك مواخر فيه .
قال تقول العرب في الرجل الأحمق : إنه والله لا يتوجه تريد أنه لا يستقبل الريح إذا قعد لحاجته ، وذلك أنه إذا استدبرها وجد ريح ما يبرز منه فهو لحمقه لا يتوجه . أبو عمرو بن العلاء :
وقوله : استشبوا على سوقكم : أي انتصبوا على سوقكم يريد : الاتكاء عليها في قضاء الحاجة ، ومنه شبوب الفرس وهو أن يرفع يديه ويعتمد على رجليه .
[ ص: 560 ]