أنه سأل رجلا، فقال: ما تدعو في صلاتك؟ فقال الرجل: "أدعو بكذا وكذا، وأسأل ربي الجنة، وأتعوذ به من النار، فأما دندنتك، ودندنة معاذ، فلا نحسنها".
قال: حدثنيه عبد الله بن إدريس، عن الأعمش، عن أبي صالح، و"ليث" عن "مجاهد". قال "ابن إدريس" قال "الأعمش" في حديثه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : "حولهما ندندن".
قال: وقال "ليث": "عنهما ندندن".
قال أبو عبيد، الدندنة: أن يتكلم الرجل بالكلام تسمع نغمته به، ولا تفهمه عنه؛ لأنه يخفيه [ ص: 328 ] .
وإنما أراد أن هذا الذي تسمعه منا، إنما هو من أجل الجنة والنار، فهذه الدندنة. والهينمة نحو من تلك، وهي أخفى منها.
ومن ذلك حديث "عمر [ - رضي الله عنه - ] الذي يروى عنه في إسلامه: "أنه أتى منزل أخته "فاطمة" امرأة "سعيد بن زيد"، وعندها "خباب" وهو يعلمها سورة "طه" فاستمع على الباب، فلما دخل، قال: "ما هذه الهينمة التي سمعت"؟
يقال منه: هينم الرجل يهينم هينمة.
وكذلك هتملت هتملة بمعناها.
وقال "الكميت":
ولا أشهد الهجر والقائليه إذا هم بهينمة هتملوا


