الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1077 - وقال " أبو عبيد " في حديث " الحسن": " حادثوا هذه القلوب بذكر الله، فإنها سريعة الدثور، واقدعوا هذه الأنفس، فإنها طلعة".  

يروى عن " المبارك بن فضالة" ، عن " الحسن"

قوله: سريعة الدثور:  يعني دروس ذكر الله - تبارك وتعالى - منها، يقال [ ص: 511 ] للمنزل وغيره إذا عفا ودرس: قد دثر، فهو داثر، قال " ذو الرمة":


أشاقتك أخلاق الرسوم الدواثر

وهو كثير في الشعر.

والدثور في غير هذا: كثرة الأموال، واحدها دثر، يقال: هم أهل دثر ودثور، ومنه الحديث الآخر حين قيل: يا رسول الله: ذهب أهل الدثور بالأجور وواحد الدثور دثر.

وقوله: اقدعوها:  يعني كفوها وامنعوها، كما تقدع الدابة باللجام إذا كبحتها، قاله " الكسائي".

وقوله: فإنها طلعة.  هكذا الحديث، وقال " الأصمعي": طلعة، وحكى عن بعض الماضين - وأحسبه " الزبرقان بن بدر" - أنه قال: أبغض [ ص: 512 ] كنائني إلي الطلعة الخبأة: يعني التي تكثر الاطلاع والاختباء.

والذي أراد " الحسن" أن النفوس تطلع إلى هواها، وتشتهيه حتى تردي صاحبها، يقول: فامنعوها من ذلك [ ص: 513 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية