الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
170 - وقال "أبو عبيد" في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - في قول الله - تبارك وتعالى - : كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى

[ ص: 80 ] قال: كان بين حيين من العرب قتال، وكان لأحد الحيين طول على الآخرين، فقالوا: لا نرضى إلا أن نقتل بالعبد منا الحر منهم وبالمرأة الرجل [منهم] .

قال: فأمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يتباءوا [ ص: 81 ] .

قال: حدثناه "هشيم" عن "داود بن أبي هند" عن "الشعبي" يرفعه.

قال "أبو عبيد ": هكذا قال "هشيم ": "يتباؤوا" والصواب عندنا: يتباوأوا، على مثال يتقاولوا [ ص: 82 ] .

وفي حديث آخر "لهشيم" أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الجراحات بواء ".  

يعني أنها متساوية في القصاص، وأنه لا يقتص مجروح إلا من جارحه الجاني عليه بعينه، وأنه مع هذا لا يؤخذ له إلا مثل جراحته سواء، فذلك هو البواء.

قالت "ليلى الأخيلية في مقتل "توبة بن الحمير ":

فإن تكن القتلى بواء فإنكم فتى ما قتلتم آل عوف بن عامر.

ويقال منه: قد باء فلان بفلان: إذا قتل به، وهو يبوء به، وأنشدني "الأحمر" لرجل قتل قاتل أخيه، فقال:


فقلت له بؤ بامرئ لست مثله وإن كنت قنعانا لمن يطلب الدما

[ ص: 83 ] [قال] : يقول: أنت وإن كنت في حسبك مقنعا لكل من طلبك بثأره، فلست مثل أخي.

وإذا أقص، السلطان أو غيره رجلا من رجل، قال: أبأت فلانا - بفلان، قال "طفيل الغنوي ":


أبأنا بقتلانا من القوم ضعفهم     وما لا يعد من أسير مكلب

وزعم "الأصمعي" أن المكلب هو المكبل من المقلوب.

وقال غيره : المكلب: هو المشدود بالكلب، وهو القد   [ ص: 84 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية