الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
23 - وقال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - حين قال لابن مسعود:

"إذنك علي أن ترفع الحجاب، وتستمع سوادي حتى أنهاك".  

قال: حدثناه حفص، عن الحسن بن عبيد الله النخعي، عن إبراهيم بن سويد، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله [بن مسعود] عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال الأصمعي: السواد: السرار.

يقال منه: ساودته مساودة وسوادا: إذا ساررته، ولم يعرفها - برفع السين. سوادا.

قال أبو عبيد: ويجوز الرفع، وهو بمنزلة جوار وجوار، فالجوار المصدر، والجوار: الاسم [ ص: 166 ] وقال الأحمر: هو من إدناء سوادك من سواده، وهو الشخص.

قال أبو عبيد: وهذا من السرار أيضا؛ لأن السرار لا يكون إلا بإدناء السواد من السواد، [و] أنشدنا الأحمر:


من يكن في السواد والدد والإغرا م زيرا فإنني غير زير

قوله: زيرا: هو الرجل يحب مجالسة النساء ومحادثتهن.

[قال أبو عبيد] : وسئلت بنت الخس: لم زنيت، وأنت سيدة نساء قومك؟

قالت: قرب الوساد، وطول السواد، والدد، واللهو، واللعب.

[قال أبو عبيد: والدد: اللهو واللعب] .

ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - :

"ما أنا من دد، ولا الدد مني".  

قال: حدثناه نعيم بن حماد، عن ابن الدراوردي، عن عمرو بن أبي عمرو، [ ص: 167 ] عن رجل قد سماه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال ذلك.

قوله: الدد: هو اللعب واللهو.

قال الأحمر: وفي الدد ثلاث لغات:

يقال: هذا دد على مثال يد ودم.

وهذا ددا [على] مثال قفا وعصا

وهذا ددن [على] مثال حزن.

قال الأعشى:


أترحل من ليلى، ولما تزود     وكنت كمن قضى اللبانة من دد

وقال عدي بن زيد:


أيها القلب تعلل بددن     إن همي في سماع وأذن



التالي السابق


الخدمات العلمية