الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
232 - وقال "أبو عبيد" في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : "ليس على مسلم جزية"   [ ص: 347 ] .

قال: حدثناه "مصعب بن المقدام" عن "سفيان" عن "قابوس ابن أبي ظبيان " عن "أبيه" يرفعه.

فإن معناه: الذمي يسلم، وله أرض خراج، فترفع عنه جزية رأسه، ويترك على أرضه [ ص: 348 ] .

يؤدي عنها الخراج.

ومن ذلك حديث "عمر" و"علي" - رضي الله عنهما - .

قال: حدثنا "ابن مهدي" عن "حماد بن سلمة "، عن "عبيد الله ابن رواحة "، قال: حدثني "مسروق" أن رجلا من الشعوب أسلم، فكانت تؤخذ منه الجزية، فأتى "عمر" فأخبره، فكتب ألا تؤخذ منه الجزية   [ ص: 349 ] .

قال "أبو عبيد ": الشعوب ها هنا العجم، وفي غير هذا الموضع أكثر من قبائل العرب.

فالشعوب العجم، والشعوب: المنية - بالنصب - .

قال: حدثنا "هشيم" قال: أخبرنا "سيار" عن "الزبير ابن عدي" قال: أسلم "دهقان" على عهد "علي" [ - رحمه الله - ] فقال له:

"إن أقمت في أرضك رفعنا الجزية عن رأسك، وأخذناها من أرضك، وإن تحولت، فنحن أحق بها ".

فهذا وجه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - في الجزية [ ص: 350 ] .

وإنما احتاج الناس إلى هذه الأحاديث في زمن "بني أمية"؛ لأنه يروى عنهم أن الرجل من أهل الذمة من أهل السواد، كان يسلم، فلا يسقطون الجزية عن الرأس، ويأخذونها منه مع الجزية من أرضه، وكان "الحجاج" يحتج فيه، ويقول: إنما هم فينا وعبيدنا، فإذا أسلم عبد الرجل، فهل يسقط عنه الإسلام [ ص: 351 ] الضريبة؟

وكان "خالد بن عبد الله [القسري] " يخطب به فيما يحكى عنه على المنبر، ولهذا استجاز من استجاز من القراء الخروج عليهم مع "ابن الأشعث ".

التالي السابق


الخدمات العلمية